الملف الصحفي


عفوًا هذه الوثيقة غير متاحة

جريدة القبس العدد10979 الاحد4/1/2004

القبس فـي ديــوان المنفوحي
جمعيات النفع العام
تحولت إلى تجمعات سياسية ومصالح شخصية
على الشباب إبراز دور الـجمعيات عن طريق العمل التطوعي

كتب علي باجي:
فرضت قضية إشهار جمعيات النفع العام نفسها بقوة على الساحة المحلية اخيرا، وقد تجاوبت الحكومة مع هذه القضية بشكل إيجابي مما أشاع جوا من الارتياح العام لدى معظم القائمين على هذه الجمعيات.
ان الحكومة ادركت متأخرة الدور الأساسي والمكمل للدور الذي تضطلع به الجمعيات في التعبير عن آراء المجتمع واهتماماته في كل ما يعزز من مكانته ودوره في الحياة.
والنشاط التطوعي الذي هو اساس العمل في جمعيات النفع العام يلقى المزيد من الاهتمام، والمتابعة من كل المجتمعات في انحاء العالم، حيث يعتقد ان هذا النشاط غير الحكومي والمتحرر يعبر عن مدى تقدم ورقي المجتمعات.
«القبس» طرحت هذه القضية في ديوان أحمد المنفوحي في اليرموك التي عبّر روادها عن آرائهم بكل صراحة ووضوح على الرغم من التحفظ الذي لف البعض منهم.
استهل الحديث في البداية صاحب الديوانية أحمد المنفوحي، الذي أكد ان مشكلة جمعيات النفع العام تحولت الى تجمعات سياسية تهدف إلى تحقيق مصالح معينة دون النظر الى الهدف العام من إنشائها، علاوة على انها اغفلت دور الصالح العام، لكن هذا لا يعني ان بعض الجمعيات لم تقم بدورها على اكمل وجه.
واضاف المنفوحي: ان جمعيات النفع العام غابت عن الساحة السياسية في الآونة الأخيرة عندما تعرضت الكويت خلال حرب تحرير العراق إلى هجمة شرسة من بعض الدول العربية والأجنبية، وكان لزاما على هذه الجمعيات التحرك وبفاعلية.
وتمنى المنفوحي ان تفعّل جمعيات النفع العام دورها وان تركز جهدها على الهدف الذي انشئت من أجله وان تعطى هذه الجمعيات دورا أكبر وألا تكون تحت رحمة وزارة الشؤون التي بامكانها حل مجلس إدارة أي جمعية وفي أي وقت.
أحزاب سياسية
وأسف على بروز ظاهرة تحول الجمعيات الى احزاب سياسية بمعرفة الحكومة، لا سيما ان بعض الجمعيات تتعرض الى فلترة وتصفية تتناسب وايديولوجية مجالس الإدارات التي ترأسها، وأشار الى ان المصالح الخاصة لبعض القائمين عليها بدأت تطفو على السطح، فمعظم اعضاء جمعيات النفع العام، لا سيما التي لها احتكاك مباشر مع المواطنين يتطلعون الى مجالس الامة والبلدي.
لا برامج عمل
التقط الحديث جاسم الفهد وقال ان مشكلة جمعيات النفع العام تتلخص في انها تفتقد برامج العمل الواضحة أو خططا يتقيد بها اعضاء مجالس إدارتها، واكد ان معظم جمعيات النفع العام لا تتقيد بالخطوط العريضة للمؤسسة، وعليه كان لزاما على وزارة الشؤون ان تراقب عن كثب عمل هذه الجمعيات وتتأكد ما اذا كانت ملتزمة بنظم ولوائح وقوانين وتطبيق أهداف المؤسسة، وطالب بان تحقق جمعيات النفع العام ممثلة بأعضاء مجالس إدارتها إنجازات ملموسة، مؤكدا ان بعض الجمعيات مضى عليها عشر سنوات ولم تحقق اهداف المؤسسة التي انشئت من اجلها.
وانتهى الفهد مقترحا على وزارة الشؤون بان تقوم بفرض رقابة سنوية حول اداء جمعيات النفع العام وان تقوم بمراجعة عمل مجالس إدارتها وبنشر انجازات الجمعيات بالجريدة الرسمية حتى تكون الصورة واضحة امام الجميع منعا لاستغلالها من قبل ضعاف النفوس.
إفرازات طائفية
اما عبدالمحسن الزامل فيعتقد ان عدم التزام بعض جمعيات النفع العام بالنهج المرسوم لها، حولها الى تيارات متناحرة ومتصارعة وافرزت الطائفية والقبلية والطبقية، وان هذه الخلافات انعكست بالتالي على المجتمع الذي يعتبر امتدادا لهذه الجمعيات، واي خلل في هذه المعادلة ستكون آثاره سلبية.
واضاف انه من الواجب على هذه الجمعيات، لا سيما المتخصصة منها ان تكون مرجعا للسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية وان تنكب على خدمة الصالح العام الذي انشئت من أجله، فهي في الدول المتقدمة تلعب دورا مهما وحيويا فبعض جمعيات النفع العام في دول العالم المتحضر تؤثر على قرارات سياسية وتغير وتسن بعض القوانين لأنها فعلا تمارس دورها كما ينبغي، وكمواطن يعتقد الزامل ان معظم المواطنين ليس لديهم أدنى فكرة عن هذه الجمعيات وعن دورها في المجتمع، كما ان قطاعا عريضا من المواطنين يعتقدون انها جزء من الإدارة الحكومية.
وناشد الزامل جيل الشباب الذين لديهم رغبة في العمل التطوعي متخصصين كانوا أم هواة ان يبذلوا قصارى جهدهم لإبراز الوجه المشرق لجمعيات النفع العام، كما تمنى ان تتحول الى نقابات كي تمارس دورها بشكل أوسع وبحرية أكثر بعيدة عن تحديد وزارة الشؤون مجلسها.
استغلال شخصي
مشعل المنفوحي كان أكثر صراحة من زملائه في الديوانية وقال ان حقيقة ما يمارس في أروقة بعض جمعيات النفع العام ليس عملا تطوعيا أو تخصصيا لكن السلوكيات يمكن الحكم عليها بسهولة انها مغلفة بالمصلحة الشخصية، فبعض اعضاء مجلس الإدارات جلّ عملهم يكرسونه لإقامة علاقات مع كبار المسؤولين، فتجدهم يداهنون الوزارات التي يمثلون الموظفين فيها، ويضربون بمصلحة الموظفين عرض الحائط.
تكسب سياسي
اما محمد الحبيل، فيعتقد ان 65% من اعضاء مجالس إدارة جمعيات النفع العام يهدفون الى التكسب السياسي والشخصي من وراء الجمعيات التي يمثلونها، في حين انه كان لزاما عليهم ان يلتزموا باللوائح والقوانين التي تقوم عليها هذه الجمعيات لأن الجمعيات لم تعد مغلقة، فوسائل الاتصال والثورة المعلوماتية فتحت مؤسسات المجتمع وجعلت عملها شـفافا وواضحاوان العمل في الظلام حتما سيسيء إلى سمعتها.
واختتم الحبيل بان الحديث عن مؤسسات النفع العام يجب ألا يكون على إطلاقه، فبعضها فعلا يقوم بدور فعال وحيوي وعلى أسس موضوعية، مشيرا الى ان الإنسان غير معصوم من الخطأ وليس عيبا ان يهدف لمصلحته الشخصية.. كفى عليه ان يفرق بين المصلحة العامة والمصلحة الشخصية وان يكون دقيقا عند ممارسته لعمله في هذه الجمعيات لأن الخيط الذي يربط بين البعد الشخصي والهدف العام دقيق جدا.
لقطات
جمعية نفع عام كناد يقيم التسامح وتكافؤ الفرص وإقامة مجتمع أفلاطوني في الكويت تعرضت للنقد وألقت آلاف النكات والفكاهات حولها وتحولت إلى مادة دسمة للسخرية في معظم المجالس التي تضم الطبقات المثقفة.
احد الاشخاص المعروفين بصراحته ووناسته قال ان الخلاف الأساسي ليس على مبادئ الجمعية وإنما على التركيبة النفسية والتنشئة الاجتماعية لبعض مؤسسيها وتناقض المبادئ والأسس التي تقوم عليها.
فات الفوت
رئيس جمعية نفع عام معروف بحبه للظهور في الصحف تحول الى مادة للتفكه والتسالي بين زملائه بعد أن أقرت الحكومة مؤخرا دراسة اشعار الجمعيات واكد البعض انه لن يخرج بعد الآن بتصريحاته النارية التي كان يطلقها دون وعي.
وين الوعد؟
تبنى رئيس جمعية تمثل موظفي وزارة حساسة محاسبة احد مسؤوليها بسبب الاساءة لبعض الموظفات والموظفين الذين يعملون معه واكد رئيس الجمعية ان الوزير تعهد لهم بنقل هذا المسؤول ومحاسبته على سلوكياته.
الوزارة بدورها حققت مع معظم الموظفين وادلى معظمهم بشهادات تدين هذا المسؤول لكن الى الآن لم يف الوزير بوعده رغم كل التعهدات التي قطعها أمام رئيس الجمعية.
دعم
جمعية نفع عام طرحت مؤخرا مشروعا لدعم منتسبيها ماديا وقد استخدمت عدة وسائل للضغط على الحكومة كي تنفذ مشروعها ومن أبرزها وسائل الاعلام لاسيما المقروءة.
أحد الخبثاء علق وقال إن طابع عمل اعضاء الجمعية فني ومعظمهم يقبع خلف المكاتب في وزارات ومؤسسات الدولة وأجهزة التكييف تخدمهم ليلا ونهارا.
85% : لا تحقق أهدافها و60%:
للمصلحة الشخصية والتكسب السياسي
كشف استبيان قامت به «القبس» حول جمعيات النفع العام ان 60% من العينة العشوائية التي استطلعتها وقوامها 300 مواطن يؤكدون ان دور جمعيات النفع العام غير واضح في حين قال 85% من العينة نفسها ان جمعيات النفع العام لا تحقق الأهداف التي أنشئت من اجلها مشيرين الى ان المصالح الخاصة لاعضائها طغت على المصلحة العامة.
وبين 180 مواطنا أي بواقع 60% من العينة ان المستفيد الأول من الجمعيات هم أعضاؤها في حين قال 30% إن المجتمع هو آخر من يحصد ثمار جهود هذه الجمعيات.
جمعيات النفع العـام
لعبت جمعيات النفع العام الكويتية في منتصف القرن الماضي دورا حيويا فقد انشئت هذه الجمعيات لنصرة الفلسطينيين عام 1948 عند احتلال اسرائيل لفلسطين كما كان لها دور واضح وجلي في دعم الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي في الخمسينات ومطلع الستينات. فحركت الشارع الكويتي في تظاهرات مؤثرة تشهدها الكويت لأول مرة، كما برز دورها في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
أما على الصعيد المحلي فقد تجلى دورها عند مطالبة عبدالكريم قاسم بالكويت عام 1961 حيث دعت الجمعيات المواطنين للتطوع في صفوف المقاتلين، والقيام بحراسة ليلية وقدمت كافة الخدمات للمواطنين كما أنها قامت بالاتصال بالهيئات والجمعيات في الدول العربية لدعم ومساندة الحق الكويتي.
والدور الأساسي الذي جسد روح العطاء في العمل التطوعي هو ما قامت به هذه المؤسسات عند غزو جيوش صدام للكويت عام 1990 حيث انبرى اعضاؤها للقيام بأعمال تطوعية جلية مثل ادارة الجمعيات التعاونية والعمل على توفير الطعام وتوصيله للبيوت والقيام بأعمال النظافة وادارة المستشفيات واسعاف المرضى والجرحى.
لكن السؤال الذي يبقى مطروحا ويحتاج الى اجابة هل مازالت تلك المبادئ والروح والقيم قائمة؟

تسجيل الدخول


صيغة الجوال غير صحيحة

أو يمكنك تسجيل الدخول باسم المستخدم و كلمة المرور