الملف الصحفي


عفوًا هذه الوثيقة غير متاحة

الوطن - السبت 7/2/2004

زوجة السفير الألماني:
النساء الكويتيات مستقلات بذاتهن
ويعشقن اكتشاف ثقافات الدول الأخرى

كتبت رانيا صائب:
 تقول جيسيلا دوم زوجة السفير الألماني لدى دولة الكويت ويرنر دوم بأنها كانت تتمنى أن تعيش في دولة الكويت إبان الفترة الزمنية التي صدر خلالها كتاب يحمل عنوان «40 عاما في الكويت» لمؤلفته فيوليت ديكسون لأنها فترة زمنية على جانب كبير من الأهمية في تاريخ الكويت.
ودوم هي إحدى المعجبات البارزات بأحداث التاريخ، فالمبدأ الذي تدين به قبل قيامها بزيارة أي بلد أو العيش فيه هو التأكد من أنها تعرف شيئا عن تاريخه وموقعه الجغرافي وقدرمن اللغة السائدة فيها، فمعرفة التاريخ تعد شيئا بالغ الأهمية بالنسبة لها فهي تؤمن إيمانا راسخا بالقول المأثور «طالما تعيش فأنت تتعلم»، وقد استمدت دوم ولعها وشغفها بمعرفة التاريخ من والدها الذي كان متأثرا إلى حد بعيد بالنفوذ العربي في اسبانيا لدرجة انه اصطحب ابنته جيسيلا منذ نعومة أظفارها إلى اسبانيا وأعانها من خلال تزويدها بالدروس الخصوصية على تعلم اللغة الاسبانية فأصبحت اللغات جزءا هاما في حياتها الأكاديمية فشبت عن الطوق وقد تعلمت اللغات الاسبانية والدنماركية والبرتغالية والفرنسية والانجليزية.
المواقع الثقافية
هذا وقد اكتسبت دوم معرفة غزيرة عن سحر وجمال الأندلس إبان الإسلام من خلال قراءتها للكتب الرائعة التي ألفها السفير الأمريكي واشنطن إيرفنغ، وهو كاتب ومؤرخ وكان لمؤلفاته الرومانسية أثر بليغ على مشاعر دوم طيلة حياتها، كذلك فهي وزوجها حريصان على حضورهما المنتظم للمواقع الثقافية الكويتية التي تعكس الأحداث التاريخية وهو نشاط ترعاه الشيخة حصة صباح السالم الصباح ويعقد مرة كل أسبوع بدار الآثار، وفي هذا الإطار تقول دوم انه مهما طرأت ظروف معينة لها ولزوجها فلا يجب بأي حال من الأحوال أن تفوتها فرصة حضور مواقع هذه الأحداث الثقافية الهامة التي كان من ضمنها قيامها بزيارة القلعة الحمراء بالجهراء منذ عدة أسابيع، فقبل نشوب الحرب في العراق أراد الزوجان زيارة الصحراء شمال الكويت حيث انهما مولعان بركوب الجمال السمراء على رمال الصحراء الصفراء، وفي هذا الصدد تقول دوم «ان الخروج إلى البر ومشاهدة ثقافة الآخرين تعد شيئا على جانب كبير من الأهمية لأن المرء يتعلم منها معنى الحلم والتسامح الذي هو أهم صفة ينبغي على المرء اكتسابها».
وتستطرد دوم في مقابلة مع صحيفة الديلي ستار التي تصدر عن دار «الوطن» قائلة: «يجب على المرء أن يركز على جانب الخير دون الشر ويتعلم فحوى الثقافات وطبيعة البلاد لأن من خلال حكمه عليها ستتوسع مداركه وتزداد قوة احتماله»، ان الخروج إلى الدنيا واستكشافها هي البصمة التي خلفها والد دوم على نشأة ابنته جيسيلا في سن مبكرة فلديها أقارب في جميع أنحاء الدنيا وكان يتعين عليها التعايش مع مختلف الثقافات منذ ذلك الحين، وفي هذا الصدد تقول «إن ما يحزنني هو رؤية أي بلد يتجرد من ثقافته لأن في ذلك ـ حسب اعتقادي ـ يتجرد البلد من أهميته الكامنة في ثقافته».
وتحافظ دوم على صلتها بجذورها الأصلية وثقافتها وذلك من خلال التواصل مع بني جنسها من الألمان الآخرين ممن يشاركونها نفس التقاليد، فعلى سبيل المثال تقوم دوم وزوجها بتنظيم بعض الحفلات الموسيقية في منزلها حيث يستضيفان فنانين من الجنسية الألمانية، وبالرغم من عدم وجود منظمات أومراكز ثقافية ألمانية بالكويت فإن الجالية الألمانية لا تزال ناشطة في مجال الأعمال الخيرية، وعلى حد قول دوم فإن النسوة الألمانيات يعملن على مدار السنة في انتاج مواد وسلع عن القسم الألماني لعرضها بسوق النساء في عيد الميلاد وتذهب عوائد السلع المباعة كلها إلى النواحي الخيرية، ودوم عضو في الجمعية الدولية للنساء وكذلك عضو في الجمعية الألمانية للنساء، وقد أعربت بحماس كبير عن فرحتها لقيام الشيخة فريال الدعيج الصباح ـ زوجة وزير الخارجية ـ بتكوين جمعية دبلوماسية جديدة للنساء. وتشمل الدائرة الاجتماعية لدوم زوجات السفراء الآخرين والنسوة الألمانيات وكذلك الكويتيات، وهي تتمتع كثيرا بعلاقاتها الطيبة مع جارتها الكويتيات اللائي هن موضع ترحيب لديها ولدى زوجها، وأضافت السيدة دوم بأنها تشعر بسعادة جياشة لسفر كثير من الكويتيين إلى المانيا من أجل العلاج وتحسين الصحة مثلما يتوجه الكثيرون منهم إلى المنتجعات العالمية الراقية للاستشفاء، كذلك تقول دوم ان الحياة في منتهى السهولة بالكويت حيث يتوفر فيها كل شيء ولا يجد المرء نفسه محروما من أي شيء قد يحتاج إليه أو يرغب فيه.
النساء الكويتيات
وعن النساء الكويتيات تقول دوم: ان النساء هنا وبغض النظر عما يعتقده البعض في العالم الغربي عنهن، هن نساء مستقلات وآخذات في التحول إلى الفردية المطلقة في ذاتهن وهن على جانب كبير من الذكاء وأهم الأشياء لديهن هو حبهن للأسفار مما يعني أنهن راغبات في استكشاف البلدان والثقافات الأخرى وهذا شيء تشيد به دوم وتمتدحه فيهن.
العودة للوطن
وبرغم رضاء دوم عن حياتها بالكويت فإن أكثر ما تفتقده هوحنينها للعودة إلى الوطن والتمتع بنزهات التجول خارج المنزل فهي تشتاق كثيرا إلى القيام بنزهة مشيا على الأقدام ولكن من الصعب ممارستها بالكويت ومع ذلك فهي وزوجها يقومان بين حين وآخر بالتمشية في المساحات الممتدة عند المركز العلمي والجزيرة الخضراء كنوع من رياضة الاسترخاء، وتقول دوم انها ترغب من خلال منظورها الشخصي أن تعيش حياتها متمتعة بكل «الخير في هذه الدنيا» وتستطرد في هذا الصدد قائلة انها تستمتع بالأشياء الصغيرة في الحياة، ومثلما هي سعيدة تريد للآخرين أن يشعروا بالسعادة وان تمد يد العون بقدر ما تستطيع إلى أكبر عدد من الناس، وهي تشجع كل شخص من خلال قولها بأن «الحياة قصيرة بحيث لا ينبغي أن نحياها بطريقة سلبية، فعيشوا حياتكم بطريقة إيجابية وتمتعوا بها».
ومثلما تحب دوم مصر والسودان واليمن فهي تتمنى أن يكون بمقدورها زيارة بقية بلدان الشرق الأوسط في يوم ما وخصوصا سلطنة عُمان.
تجربة الثورة
وكما أسلفنا نشأت دوم في هامبورغ بألمانيا وترعرعت في بيئة يدور الحديث فيها بلغات عديدة وقد عملت سابقا في وزارة الخارجية الألمانية حيث تعرفت بزوجها السفير ويرنر دوم، وتحددت مهمتهما الدبلوماسية الأولى في باريس ومن بعدها البانيا حيث خاض الزوجان غمار تجربة قيام الثورة فيها وقتها تم إجلاء دوم وحدها خارج البلاد وقت اندلاعها بينما مكث زوجها لرعاية ثلاثة آلاف لاجىء اقتحموا السفارة طلبا للحماية، ثم انتقل الزوجان بعد ذلك إلى جنيف حيث عمل الزوج بها لدى الأمم المتحدة ثم انتقلا بعدها إلى مدينة الخرطوم بالسودان وبعدها إلى مدينة بوسطن بولاية ماساشوستس الأمريكية، حيث كان يحاضر زوجها بجامعة هارفارد واعتبرت دون نفسها محظوظة لأنها تمكنت من حضور جميع المحاضرات التي ألقاها زوجها وكانت تدور حول حقوق الانسان.
وفي اعتقاد دوم ان مدينة نيويورك التي عاشت بها سابقا زهاء الخمس سنوات هي أحسن مدينة بالولايات المتحدة، وفي ختام حديثها تضع دوم كل آمالها في الحياة على حياة السلام لأن هذه الدنيا على حد قولها «غاية في الجمال المتناهي ويوجد بها الخير العميم بكم كبير ولا ينبغي أن يذهب كل ذلك هباء».
 

تسجيل الدخول


صيغة الجوال غير صحيحة

أو يمكنك تسجيل الدخول باسم المستخدم و كلمة المرور