جريدة القبس - السبت 06 يونيو 2009 ,14 جمادىالثانية 1430 , العدد 12939

خلال لقاء مع طلاب المدرسة البريطانية
معصومة المبارك: حان الوقت لتولي المرأة منصب القضاء

شددت النائبة د.معصومة المبارك على ضرورة اشراك المرأة الكويتية في صنع القرار، وتمكينها من تولي المناصب التي لا تزال حكراً على الرجال كالقضاء والنيابة وغيرهما.
وقالت المبارك في لقاء مع طالبات المدرسة البريطانية في الكويت التي زارتها اخيراً «ان المرأة الكويتية قادرة على اثبات ذاتها في المجالات كافة، وعلى القيادة السياسية اسناد منصب القضاء اليها». واضافت ان دخول المرأة البرلمان «انجاز كبير» بالنسبة للكويت، بعد سنوات من المطالبات بالمساواة منذ عام 1971 حتى حصلنا عليها اخيراً، وبعد دخول النساء البرلمان ستتغير صورة النساء كاملة في الكويت، وسوف تتغير نظرة المجتمع الى المرأة، وستبدأ المرأة الكويتية بالمطالبة بكثير من حقوقها بعد ان اصبح لصوتها صدى مسموع، فبعض القوانين سيتعين علينا مناقشتها لتحقيق المساواة الكاملة مثل القوانين المدنية، وقوانين الاسرة وقوانين الخدمة المدنية.. الخ، وسنواجه ما يوجد في هذه القوانين من تحيز ضد المرأة، وسيكون هناك تغيير في موقف الحكومة، على اية حال هذا كله سيتغير بمرور الوقت، وهذه التغييرات ستكون تدريجية وسيكون هناك الكثير من العقبات على طول الطريق التي يجب ازالتها بالمثابرة والعمل الجاد.
لا للتأزيم
واكدت ان وجود النساء في المجلس سيدعم تعاون السلطتين بعيداً عن الاحتقان والتأزيم فالأم تعمل طوال وقتها كأم فتعطينا الحنان وكمربية أجيال. ولكي نجد طريقة توازن بين الاثنين فإننا نحاول تنظيم الوقت بعناية مع عدم ارهاق أنفسنا، وعلى الرغم من ذلك فوجودي داخل اسرتي ما زال مصحوبا ببعض التضحيات. ويجب أن تتأكدي من دعم اسرتك في كل شيء فإن وجود الاسرة نعمة».
نصائح للشباب
ونصحت الشباب الطموحين بالثقة بالنفس لانها هي الطريق الوحيد لتحقيق الذات وعندما نتمنى شيئا يجب أن نكون صبورين ونعمل من أجله ولا نتوقع النجاح بدون تعب ولا كلل، ولأن النجاح يتطلب الوقت يجب على الشخص التركيز في تنظيم الوقت وتحديد الهدف واستخدام العقل وتدريبه لتحقيق ما يريد. ومن الضروري جدا الحصول على دعم الآخرين من حولك والطموح هو مفتاح النجاح. وردا على سؤال حول دور المدارس ذات المنهج البريطاني في الكويت، قالت ان نوعية التعليم في الكويت على مستوى عال، خصوصا في المدارس الخاصة. وأعرف ان المدرسة البريطانية بالكويت، في جملة المدارس الخاصة في الكويت التي تقدم خدمة تعليمية متكاملة، ومن المهم جدا أن يتلقى الطلاب الدراسة الاكاديمية ذات الجودة العالية، ويجب صقل شخصياتهم وذلك ليكونوا على دراية واطلاع ومعرفة أوسع بالعالم الذي حولهم. المدارس في التعليم العام تميل إلى التركيز على الأوساط الأكاديمية أغلب الأحيان، ولكن من المهم جدا أن يتم تعليم الطلاب مهارات حياتية إضافة إلى الأكاديمية.
نظرة إيجابية
وعرجت على العمل السياسي قائلة لقد تغير الوعي السياسي بشكل جذري على مر السنين. وعلى سبيل المثال، في مقابلة أجريتها في أبريل 2005 في تحقيق صحفي حول منح المرأة حق التصويت. أبرز هذا التحقيق الصحفي أن نسبة 95% من أصوات النساء كانت ضد حقوق المرأة السياسية، هؤلاء النساء كان عندهن اعتقاد بأنه لا يجب أن يسمح لهن بالكلام بحرية وأن لا يكون لهن حقوق كاملة في المجتمع. ولكن في 16 مايو 2006 صدر القانون بمنح المرأة الكويتية حق التصويت وعزز هذا الثقة فيها.
وسألتها الطالبات: الجميع يرونك قدوة تحتذى فمن هو القدوة التي تحتذينه انت وترغبين في الوصول الى «مكانته»؟ فقالت الناس باختلافهم كل لديه القدوة الخاصة به، ولكن يجب ان اقول ان كثيرا من النساء يرون القدوة في امهاتهن، وامي امرأة قوية وكانت تشعر بكل احلامي وكانت تدعمني فيها، وانا امل ان اصبح مثلها يوما ما، هناك نماذج احتذيها في امور السياسة مثل مارغريت تاتشر ومادلين اولبرايت وهن حققن الكثير من الانجازات والكثير من التضحيات وقدمن الكثير من القرارات الحكيمة لتحقيق النجاح الذي حصدنه.
واضافت المبارك: نحن في حاجة ماسة الى العمل على الاستقرار السياسي، وايجاد معادلة التعايش والثقة داخل حكومتنا، فأنا اشعر بقوة بأن الخطة الخمسية القادمة امر ذو اهمية لاحداث تغيرات حيوية لم تحدث في الكويت منذ عام 1968. ومع ذلك وقد تم وضع الخطة وسيتم تعديلها ومناقشتها في المستقبل القريب، وضروري ان تدخل حيز التنفيذ، فهناك قضية اخرى يجب ان توضع في الاعتبار وهي القضايا الخاصة بالمرأة ليس فقط في التصويت او الترشيح لكن في كثير من الجوانب الحياتية في الكويت. هذه القضايا طرحت اكثر من مرة ولكن اعضاء مجلس الامة في الماضي لم يتناولوها على محمل الجد.
واردفت «سنعمل على تعديل قانون الاحوال الشخصية والغاء كل مظاهر التمييز ضد المرأة في التشريعات».
جيل المستقبل
تحدثت المبارك إلى طلبة المدرسة البريطانية قائلة «أنتم جيل المستقبل، وعليكم الاستعداد من الآن من أجل تحمل المسؤولية في المستقبل القريب».
وقالت عليكم بالطموح والجد والمثابرة من أجل البناء والتعمير.
استراتيجية وطنية
شددت د. معصومة المبارك على أن الكويت لا تستحق منا التأزيم، مطالبة الجميع بوضع استراتيجية وطنية للإنجاز والتنمية وتنحية المصالح الشخصية جانباً.
وقالت: «حان الوقت لتكريس الاستقرار السياسي في البلاد، والتكاتف من أجل انجاز المشاريع الحيوية التي تعطلت منذ سنوات، وهذا لا يليق بمكانة الكويت على الاطلاق».