الراي العام - الثلاثاء
10/8/2004
صباح الأحمد: اجعلونا نشعر بتطوير المناهج ونريد فنيين كويتيين بدل استقدام الآخرين
كتب يوسف الجلاهمة:
صباح الأحمد، «التربوي» هذه المرة، كان أمس «معلماً» مع القطاع
التعليمي، بكل فروعه، الذي كان على موعد مع سمو رئيس مجلس الوزراء، في ثالث لقاءاته
الهادفة الى تقييم انجازات الوزارات في تنفيذ برنامج عمل الحكومة,
وفي «الدرس» الذي ألقاه سموه خلال اللقاء في قصر بيان، ركز الشيخ صباح على أربعة محاور:
تطوير المناهج لمواكبة التطور، تشجيع التخصصات الفنية والتطبيقية وحض خريجيها على اقامة
مشاريع والتوجه الى القطاع الخاص، تطوير التعليم الجامعي في الكويت للاقلال من الابتعاث
الى الخارج، والاهتمام بالمعلم ليواكب المستجدات.
وشدد الشيخ صباح على ضرورة «أن يكون الخريج متحمسا لخدمة بلده ويتحمل المسؤولية», ودعا
الى اعداد «مواطن صالح ينفع مجتمعه ويكون منتجا، وهذا لا يمكن أن يكون إلا من خلال
مناهج معاصرة (,,,) ومعلم قادر على التطور واستيعاب مستجدات التعليم», وقال: «للأسف
مناهجنا وسياستنا التربوية لم تتغير», وأضاف «اجعلونا نشعر بأن هناك تطويرا في المناهج»,
وأضاف «ليس المهم ان نعلم أبناءنا على امور تاريخية قديمة جدا ولكن المهم الآن تعليمهم
التكنولوجيا الحديثة (,,,) والاهتمام بالكويت وما تحتاجه الكويت، ونريد متعلما ليس
فقط قادرا على القراءة والكتابة، ولكن متعلما يستطيع البحث والابداع في خدمة مجال عمله»,
وأضاف «نريد اشخاصا فنيين في كل المجالات، حتى انني أتمنى في يوم ان أجد عددا كثيرا
من خريجي الهيئة العامة للتعليم التطبيقي في الشويخ الصناعية، ونحن على استعداد كحكومة
لمساعدتهم في بناء مشاريعهم ودعمهم ماديا حتى يستطيعوا الاستمرار في مشاريعهم الفنية
الصغيرة», وتمنى الشيخ ان يقدم له مشروع لمساعدة الخريجين في «التطبيقي» لادارة مشاريعهم
بأنفسهم، وأن يتم الاسراع في استحداث الحاضنة الصناعية لاقامة ورش عمل لخريجي التطبيقي
لممارسة أعمالهم حتى يتمكنوا خلال سنتين من ادارة مشاريعهم بأنفسهم, وأمل في رؤية مخرجات
التعليم التطبيقي «تعمل لسد الفراغ في سوق العمل لاسيما الفني لا أن نأتي بآخرين ليقوموا
بعمل لا يتوجب على أبنائنا القيام به», ودعا خريجي «التطبيقي» الى التوجه الى القطاع
الخاص «لأن هناك فرص عمل كثيرة», وفي هذا الاطار، استغرب سموه «ان لا وجود لطباعين
كويتيين ولا طباعات كويتيات في المؤسسات والوزارات», وقال «علينا الاهتمام باللغة العربية
فقد لاحظت أن كثيراً من خريجي الجامعة في وزارة الخارجية لا يستطيعون كتابة تقرير».
وتمنى الشيخ صباح «تقليل عدد المبعوثين الى الخارج», وقال «بامكاننا اذا طورنا التعليم
هنا ان نستوعب كل التخصصات داخل الكويت», وشكك «في بعض جامعات دول العالم الثالث التي
من الممكن الحصول على شهادات منها دون تعليم على مستوى عال», وأضاف «الكويت وجامعاتها
أولى بأبنائها وبتعليمهم», وتساءل «لماذا لا نحاول جذب هؤلاء الابناء للتعليم داخل
بلدهم ونعالج الأسباب التي شجعت هؤلاء الشباب بهذه الاعداد لاستكمال دراستهم؟».
وشدد الشيخ صباح على أن «المعلمين يجب ان يكونوا على قدر المسؤولية (,,,) وان يبعدوا
التلاميذ عن السياسة وعلى الطالب الاهتمام بدراسته وبعد الانتهاء منها ليفعل ما يرغب»,
وقال «المعلم هو العنصر المهم في العملية التعليمية ويجب الاهتمام به، كما على المعلم
واجب الاخلاص في العطاء والعمل وتنمية قدراته بصورة مستمرة»، وقال «يجب ان نركز على
الإنسان قبل المبنى والالوان التي تزخرفه بالرغم من أهمية ذلك في خلق بيئة اكثر جاذبية
للطالب».