الراي العام - الاربعاء 11/8/2004

«التربية» تسرع تطوير المناهج وتتابع «التوجيهات»
و«التطبيقي» تطلب حوافز ومنع استقدام الفنيين

كتب مخلد السلمان وغانم السليماني ومحمد زايد وعبدالله سالم:
الاحتجاج الذي أثاره قرار مجلس الوزراء منع الاطباء من الجمع بين العمل في القطاعين الحكومي والخاص تفاعل أمس مع اتخاذ الجمعية الطبية موقفاً في الاتجاه نفسه، وكذلك فعل رئيس اللجنة الصحية في مجلس الامة جاسم الكندري، مما ينذر ببوادر اعتراض نيابي قد يتحول أزمة، وخصوصاً أن المعنيين رأوا «استعجالاً وسرعة» في اتخاذ القرار «غير المدروس»، بعد أسبوع فحسب من اثارته خلال لقاء سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد مع قياديي وزارة الصحة.
أما لقاء سموه أول من أمس مع القيادات التربوية، فكان أول مفاعيله اعلان وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور رشيد الحمد «تشكيل فرق عمل ولجان لمتابعة توجيهات سموه خلال اللقاء», وقال الحمد «سنتابع هذه التوجيهات (,,,) وسنهتم بها وسنركز على دور المعلم والمناهج الدراسية وتطوير اللغات وعلى مخرجات التعليم التطبيقي، فضلا عن جودة التدريس والارتقاء بمستوى المعلمين», وأبرز الحمد أهمية «الاسراع لتطوير المناهج الخاضعة حاليا إلى إعادة نظر لا سيما مواد اللغة الانكليزية والرياضيات والعلوم وكذلك الوثائق الوطنية».
وأثار تشديد الشيخ صباح على ضرورة الاهتمام بتشجيع الفنيين الكويتيين من خريجي الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب على العمل بدلاً من استقدام فنيين من الخارج، حماسة كبيرة لدى المعنيين بهذا القطاع, وقال المدير العام لـ «التطبيقي» الدكتور حمود المضف لـ «الرأي العام»ان «الهيئة سترفع مذكرة الى مجلس الوزراء لوضع حوافز وضوابط لخريجي الهيئة من الحرفيين للمساهمة في دعم الطلاب الفنيين الذين يتخرجون في معاهد الهيئة», وأوضح ان «المذكرة ستشمل دعم الخريجين الفنيين للعمل في القطاع الخاص كملاك للمشروعات ويعملون بأيديهم»، مشيراً الى ان «هذه الضوابط والحوافز التي سنرفعها ستتضمن منع استقدام أي عمالة فنية من الخارج», وأشار الى ان «الهيئة ستعمل على توسعة الحاضنات للاعمال الفنية التي تهدف الى تدريب واعداد الخريج للعمل في القطاع الخاص» وهو ما «يحتاج الى موازنة جديدة تضاف الى موازنة الهيئة»، على قوله.
وأكد رئيس اللجنة التأسيسية لجمعية الفنيين الكويتية (تحت التأسيس) فنيس العجمي ان لدى الجمعية الاستعداد لتلبية دعوة الشيخ صباح «لجعل الفنيين الكويتيين عصب العمل الفني في البلاد»، متمنيا الموافقة على اشهار الجمعية و«اقرار كادر خاص لحملة شهاداتها», واعتبر العجمي ان «الزمن الذي كـــان فيه صاحب الشهادة الفنية يخجــل من القول إنه فني، انتهى، بل بالعكس نحن نفخر بأن لدينا الكثير من الكفاءات الوطنية التي نجحت في المشاريع وارتقت بها، وهي الآن متجهة لسد الفراغ في سوق العمل», ولفت العجمي إلى ان «شريحة الفنيين كانت تشكو من تهميش البعض لها، أما الآن فهي متوجهة إلى اثبات ذاتها».
في موازاة ذلك، وفي ردود الفعل على قرار منع جمع الاطباء بين العمل الحكومي والعمل الخاص، استغربت الجمعية الطبية «الاستعجال والسرعة التي صاحبت اتخاذ القرار (,,,) خلال ايام معدودة من دون استشارة الجمعيات الطبية المعنية في الكويت والنظر الى مصلحة المرضى في القطاع الخاص», وأعلنت انها ستعقد اجتماعا للاطباء مطلع الاسبوع المقبل لمناقشة القرار وتطبيقاته، مبدية «الاستعداد للاجتماع مع قياديي وزارة الصحة لوضع آلية الرقابة على القطاع الخاص والاهلي للخدمات الصحية», وتوقعت أن يدفع القرار «العديد من الاطباء الاستشاريين الى الاستقالة للتفرغ للعمل في القطاع الخاص وبالتالي خسارة الوزارة للعديد من الكفاءات المشهود لها».
ولاحظ رئيس اللجنة الصحية البرلمانية جاسم الكندري ان القرار «غير سليم، ولم يتم درسه في شكل صحيح», ورأى أن «الاجدر بالوزارة ان تطبق اللوائح والضوابط في شكل صارم تجاه الاطباء القلة الذين اساءوا استخدام عياداتهم الخاصة وليس حرمان الغالبية والاجيال المقبلة من الاطباء الكويتيين من هذا الحق المهم».