جريدة القبس - الاربعاء, 4 اكتوبر, 2006 - 12 رمضان 1427- رقم العدد: 11976

أكدت أن المعاق لا يزال يعاني النظرة السلبية في مجتمعنا
العوضي: قوانين تسن قريبا تلزم المواطنين بالفحص قبل الزواج

كتب محمد لافي:
كشفت رئيسة مركز الامراض الوراثية في الكويت الدكتورة صديقة العوضي ان دولة الكويت في طريقها لسن قوانين تجعل من الفحص قبل الزواج امرا مهما واجباريا لما له من اهمية قصوى.
واضافت في لقائها مع 'القبس' بقولها: 'ليس الغرض من هذا الفحص اصدار قرار بابتعاد الزوجين عن بعضهما ولكن للاطمئنان لحالة كلا الزوجين' الصحية والنفسية والعضوية وخلوهما من الامراض التي يمكن ان تنتقل للطرف الاخر ومنها الامراض الجنسية المعدية التي قد تتسبب في مشاكل صحية او اعاقات مختلفة'.
وعي
واشارت العوضي الى ان وعي المجتمع الكويتي اخذ في الازدياد وذلك بعد التوسع في نشر الوعي الصحي عبر وسائل الاعلام المختلفة وإلقاء المحاضرات والندوات التي يساهم فيها مركز الأمراض الوراثية.
زواج المعاق
وتضيف د. العوضي: 'الزواج حق لكل فرد، ولا فرق في ذلك بين سوى ومعاق ما دامت له القدرة على الزواج وتحمل المسؤولية، فالاعاقات الجسدية (سمعية - بصرية- حركية) لا تمثل حائلا دون الزواج وهناك الكثير من الامثلة المشرفة في مجتمعنا العربي والعالمي لزيجات المعاقين، مثال على ذلك عميد الادب العربي د. طه حسين وغيره ممن تجاوزوا حاجز الاعاقة ولم تمثل لهم اي عائق للانخراط في المجتمع وتكوين اسرة، ولكن الاعاقات العقلية والسلوكية قد تمثل حائلا دون الزواج وهي بالتالي تعتمد على درجة الاعاقة الذهنية ومدى تأهيله للاعتماد على النفس والدمج في المجتمع'.
قدرات
واشارت العوضي الى انه ينبغي ألا تكرس النظرة بان المعاق (الرجل او المرأة) لا يستطيع ان يؤدي وظيفته، او انه لا يمكن ان يتزوج من انسان اخر سواء كان معاقا مثله او سويا فكم من اشخاص معاقين اثبتوا قدرات عالية لا يملكها السوي.
وقالت: كما ان المعاق قد يصطدم بتفكير اسري لا يخرج عن دائرة تفكير المجتمع، كقولهم انه لا وجود لزوجة تقبل باعاقتك، وهذا التفكير يحطم اكثر مما يبني فالحياة الزوجية مشاركة بين الزوج والزوجة ولا احد يشكل ثقلا على الآخر، والاعاقة قد تصيب الانسان في اي وقت.
سلبية
وتؤكد العوضي ان المعاق في مجتمعنا يعاني من النظرة السلبية التي ينظر بها اليه، هذا بالاضافة الى نظرة الاشفاق وخلق عراقيل كثيرة امامه، وشددت على ضرورة ان يعي افراد المجتمع ان الزواج يمكن ان يساهم في تطوير قدرات ومهارات وشخصية المعاق وعليه ان يؤدي وظيفة تليق به لانه ابن المجتمع.
واردفت تقول: 'المعاق يواجه الكثير من المشاكل حين يتقدم للزواج تتمثل في نظرة المجتمع للمعاق، وليس لكونه انسانا غير ذي كفاءة او غير ذي طموح او انه غير منتج وغير صالح للمجتمع، بل نظرة الشفقة وانه ليس له الحق في تكوين اسرة فدائما ينظر اليه على انه متسول وتمد له الصدقات دائما'.
انتقال الإعاقة
ويبقى سؤال مهم وهو: ما مدى احتمالية انتقال الاعاقة الى ذرية المعاق؟
وتجيب الدكتورة صديقة العوضي حيث اكدت ان هذا يتوقف على الاتي:
-1 سبب الاعاقة: وراثي ام بيئي فاذا كان السبب وراثيا والجين المسبب للاعاقة جينا سائدا فنسبة تكراره 50% في كل حمل، واذا كان الجين المسبب للاعلاقة متنحيا فنسبة تكراره 25%.
-2 صلة القرابة بين الطرفين المقبلين على الزواج.
-3 كل من الزوجين معاق او احدهما فقط.. وهل الاعاقة من الطرفين واحدة ام مختلفة أما اذا كانت الاعاقة بيئية فلا يوجد مخاوف من انتقال الإعاقة الى ذويهما.
جمعيات
واشارت الدكتورة الى ان هناك جمعيات خاصة بهؤلاء الاطفال تقوم بالاهتمام بهم لمساعدة الحكومة ورفع العبء عنها، خاصة ان هؤلاء الاطفال يعيشون لأعمار كبيرة يصلون لسن 75 سنة، فقد كان في الفكر القديم انهم لا يعيشون، فعندنا في الكويت على سبيل المثال واحد عنده 45 سنة موجود عندنا في المركز ونحتاج كأمهات إلى ان نضع ايدينا بأيدي بعض ليكون لنا مكان نستقبل فيه هؤلاء الاطفال ونعطيهم من تجاربنا لذلك لابد ان يكون لنا مقر معين لنخدم تلك الفئة المتزايدة.
أنشطة مركز الأمراض الوراثية
تشخيص وعلاج وتأهيل الأمراض الوراثية من خلال نخبة من الأطباء المتخصصين في علم الوراثة البشرية ونخبة مدربة من الفنيين القائمين على العمل في المختبرات الوراثية المزودة بأحدث التقنيات المخبرية في هذا المجال.
الفحص قبل الزواج والارشاد الوراثي.
حالات الاجهاض المتكرر والعقم الأولي.
تقييم مستوى الذكاء.
نشر الوعي الصحي عن طريق القاء المحاضرات والندوات العلمية.
تدريب الأطباء والفنيين على مستوى الخليج والكويت.
عمل الأبحاث العلمية ونشرها في المجالات العلمية والعالمية.
مسح طبي لحديثي الولادة للغدة الدرقية والفنينيل كيتوزيوريا.
نعم يوجد تعاون بين مركز الأمراض الوراثية والمراكز المتخصصة في المجالات الطبية المختلفة الموجودة داخل الكويت، كما يوجد تعاون وثيق بين المركز والمراكز العالمية المتخصصة في المجال الوراثي، ويتم ايضا تبادل الخبرات واستضافة كبار الأساتذة في هذا المجال لإلقاء المحاضرة وفحص الحالات الوراثية.
وبالنسبة الى الدعم المادي للمركز فهو يتبع وزارة الصحة التي تقوم بامداده بكل ما يحتاجه من اجهزة وخلافه.