الملف الصحفي


عفوًا هذه الوثيقة غير متاحة

جريدة القبس - الثلاثاء, 19 ديسمبر, 2006 - 29 ذوالقعدة 1427- رقم العدد: 12050

مثل سمو الأمير في افتتاح المؤتمر العام للشبكة العربية
ناصر المحمد: دور حيوي وأساسي للمرأة في التنمية وصناعة القرار

كتبت حنان الزايد:
رعى سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح مساء امس في قصر بيان حفل افتتاح المؤتمر العام الثاني للشبكة العربية للمنظمات الاصلية في تحقيق الاهداف التنموية للألفية في الدول العربية تحت عنوان 'الشراكة لبناء المستقبل' الذي استضافه الاتحاد الكويتي للجمعيات النسائية، ويستمر حتى مساء الاربعاء المقبل، ومثل سمو الأمير في حفل الافتتاح سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح، وحضره الامير تركي بن طلال نيابة عن والده الامير طلال بن عبدالعزيز آل سعود رئيس الشبكة العربية للمنظمات الاهلية، وسمو الشيخة لطيفة الفهد رئيسة لجنة شؤون المرأة ورئيسة الاتحاد الكويتي للجمعيات النسائية ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د. محمد الصباح ووزير الصحة الشيخ احمد العبدالله، ووزيرة المواصلات د. معصومة المبارك ورئيس غرفة التجارة والصناعة علي الغانم واعضاء مجلس الامة والسفراء وممثلو جمعيات النفع العام، وشخصيات اقتصادية واجتماعية واعلامية وفكرية الى جانب الوفود المشاركة التي تمثل منظمات المجتمع المدني في الدول العربية.
مواكبة التغيرات في العالم
استهل المؤتمر بكلمة لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد رحب فيها بضيوف المؤتمر ونقل اليهم تحيات الامير ونائبه في تحقيق غاياته واهدافه النبيلة.
واضاف: اننا في الكويت نشعر بالفخر لاحتضان مؤتمركم الذي يضم نخبة من القيادات الفكرية والثقافية والاقتصادية العاملة في مجال العمل التطوعي والانساني، الذي يبرز الوجه الحضاري المشرق، للشعوب العربية التي كانت دائما سباقة في حمل مشاعر النور لإضاءة الطريق امام كل عمل خيري يهدف الى تحقيق الخير للبشرية، ان اجتماعنا اليوم يأتي ايمانا منا بالدور المهم الذي تقوم به، منظمات المجتمع المدني في دعم وتعزيز التعاون المثمر بين المؤسسات الرسمية والمؤسسات الاهلية من اجل وضع وتفعيل خطط التنمية والوصول بها الى افضل السبل الممكنة والقابلة للتطبيق على ارض الواقع، وخصوصا في هذا الوقت الذي تحرص فيه دولنا العربية على ملاحقة ومتابعة التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الكبيرة، التي يمر بها العالم اليوم، ولما كانت هذه التغيرات تقوم في صلبها على تحقيق التطور والتنمية، بما تسهم به بشكل رئيسي ومباشر في تحقيق الامن والاستقرار للشعوب، فقد جاء هذا المؤتمر ليسهم في تسليط الضوء على المحاور والنقاط الرئيسية التي يجب مراعاتها عند وضع خطط وبرامج التنمية، وابراز الجوانب التي يمكن الاستفادة منها، عند تطبيق هذه الخطط وتنفيذها على ارض الواقع، بما في ذلك الجانب المهم المتعلق بالتأكيد على الدور الحيوي والاساسي للمرأة في تطوير الموارد البشرية، والمشاركة في عملية التنمية وصناعة القرار.
واعرب عن ثقته بان يكون المؤتمر الذي يقام تحت شعار 'الشراكة لبناء المستقبل' بداية موفقة.
لمزيد من الفعاليات العربية المماثلة ووقفة مشرفة ومشجعة لمختلف المنظمات الاهلية، وفي كل ارجاء الوطن العربي للسير على نهج الاجداد والآباء، وتفعيل العمل التطوعي، الذي كان مبدأ ثابتا لهم، وميراثا اصيلا لا يتخلون عنه في اشد الظروف واصعبها.
وشدد على ان الانسان لا يمكن ان يعيش بمعزل عن الآخرين، لا بد له من ان يؤثر ويتأثر بمحيطه، وقوة الامم تقاس بمقدار تعاون ابنائها، وحبهم لعمل الخير، الذي يحقق التكامل للجميع، ويبني مستقبلا مشرقا لكل الاجيال.
تضافر الجهود
ورأت الشيخة لطيفة الفهد، هذا المؤتمر يمثل انجازا كبيرا للانسان العربي، الذي يعقد امالا كبيرة على المنظمات الاهلية، التي اصبحت واقعا فاعلا ومشاركا اصيلا في جهود التنمية المستدامة، التي تقوم بها المؤسسات الرسمية في مختلف المجالات والميادين.
غير ان ذلك لا يمنعنا من التأكيد على اهمية تضافر الجهود بجميع روافدها الحكومية والخاصة والفردية والجماعية لدعم مؤسساتنا المدنية ماديا ومعنويا ومساندة اعمالها لان هذه المنظمات جزء لا يتجزأ ولا ينفصل عن نسيج المجتمع، فهي نابعة منه، ولذلك فقد اصبح قطاع المنظمات الاهلية واحدا من اهم القطاعات الاساسية في بناء المجتمعات العربية بجانب القطاعات الحكومية والخاصة، حيث باستطاعته ان يتعرف بسهولة مواطن الخلل الناجمة عن الفجوة بين الخطاب العربي الرسمي الذي يدعو الى الشراكة وبين واقع الشراكة وتطبيقاتها الميدانية.
واعربت الشيخة لطيفة الفهد عن تفاؤلها تجاه الدور المنتظر من الشبكة العربية للمنظمات الاهلية في تأهيل العمل العربي المشترك، الذي اصبح غاية مهمة، خاصة في ظل الظروف والمتغيرات والتحديات التي تواجهها.
وقالت ان الكويت كانت سباقة دائما في دعم العمل العربي وفي طليعة الدول العربية التي اولت اهتماما كبيرا لقطاع مؤسسات المجتمع المدني والمساهمة في المشاريع التنموية، وقد يكون من المهم الاشارة الى دور المرأة في ذلك المجال، فقد كانت الكويت من اوائل الدول التي دعمت انشاء منظمة المرأة العربية التي تنضوي تحت مظلة جامعة الدول العربية، ومن اوائل الدول التي وقعت على البروتوكول الخاص بها، ونأمل ان تتسارع الجهود من اجل انضمام لجنة شؤون المرأة الى عضويتها قريبا خاصة ان لها دورا طليعيا في التنسيق والتعاون مع الدول العربية الاخرى لتطوير العمل المشترك وتبادل الخبرات فيما يتعلق بتعزيز دور المرأة في عملية التنمية المستدامة.
تحديات وحلول
وتساءل الأمير تركي بن طلال الذي القى بالنيابة كلمة الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس الشبكة العربية لمصلحة من يتم تهميش الجزء الاكبر من قدرات المجتمع وحصاره خلف حواجز تضعها عقليات منفردة لا تستقي تحركها من القاعدة الشعبية العريضة، وان كنا لا نطعن في كفاءات تلك العقول، ولا نشكك في اخلاصها، الا ان تفردها باتخاد القرارات المصيرية دون النظر الى الآمال الوطنية التي تعلقها الشعوب على الحاضر، بما يمكنها من العبور الى المستقبل، قد احال اعمالها الى مجرد شعارات جوفاء، لا تستقيم مع الواقع ولا تبشر بغد مشرق جديد.
واضاف ان منظمات المجتمع المدني العربية لم تهبط علينا من السماء، بل نبتت من رغبة المواطنين العاملين بإخلاص في خدمة مجتمعاتهم ولمصالحها، وهذا يدفعنا الى التساؤل: هل من الخير ان نشل حركتها بقوانين عرجاء ونتركها تحرث في الماء؟ وهل من الحكمة ان تكون تحركاتنا بمعزل عن تحركات عالمية تؤثر فينا؟ وهل من المقبول ان نتجاهل اهمية منظمات المجتمع المدني؟
ودعا الامير تركي الى مواكبة ما يدور في العالم عن الديموقراطية، وحقوق الانسان، وتعزيز المجتمع المدني، وحريات الرأي والتعبير، والتطور المعرفي، والتكنولوجي، والتنافسية الاقتصادية في سياق من العولمة. مشددا على ضرورة التوافق العالمي حول التنمية البشرية والتزام رؤساء وزعماء العالم اجمع على مواجهة تحديات الالفية الثالثة التي تواجه الدول حتى عام 2015. من خلال التخفيف من حدة الفقر خصوصا الفقر المدقع. وتحقيق التعليم الابتدائي الشامل وتطوير النظام التعليمي من حيث المضمون ومن حيث القدرة على الاستيعاب، وتحقيق المساواة في فرصة للإناث كما للذكور، وتعزيز المساواة بين الجنسين والتمكين الكامل للنساء اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، وتحسين نوعية الخدمات الصحية، وضمان استدامة البيئة والتعامل معها لمصلحة الاجيال القادمة، وبناء شراكة فاعلة بين مؤسسات المجتمع المدني والحكومات ومؤسسات التمويل والقطاع الخاص.
وخلص الى القول: اتوجه باسمكم جميعا الى كل المهتمين برفعة الاوطان، الحريصين على نهوضها، ان يعملوا على ان ترفع الحكومات شكوكها غير المبررة عن مؤسسات المجتمع المدني العربية، وان تتيح لها فرصة المشاركة الفعلية بعيدا عن ظنون استقوائها بايجابيات الخارج، او خشية توظيفها لسلبيات الداخل.
الإنسان هدف التنمية
ومن جانبها، قالت رئيسة لجنة المؤتمر د. ميمونة العذبي الصباح اننا فخورون بلقائكم وعلى يقين بما تمنحه مشاركتكم من ثراء في تحقيق اهداف المؤتمر من رؤى ومقترحات تقدم تجربتكم وجهودكم بوقفة تنتفع بحصاد هذا التنوع وطرائقه ونتائجه لتحقيق مزيد من الفعالية منطلقين من ايمان راسخ بأن التنمية والرخاء والتضامن والتقدم هو ثمرة الايمان لا يتزعزع بأن الانسان هدف التنمية وغايتها موقين بأن انسانيته هي في رعاية كرامته وحريته وانطلاقه وانفتاحه الراشد على الآخرين سماحة وتقبلا وتعاونا.
ولفتت الى ان التنمية نهج حياة لا يزدهر الا في ظل مناخ تتضافر فيه الجهود لتكفل لكل من يعيش علي ارض الوطن رجلا او امرأة سبل المشاركة في القرارات المتصلة بشؤون حياته ومستقبله وادارة حاضره وتوفير فرص تعليم مستمر ينمي معارف الفرد وقدراته على مدى رحلة حياته.
واشارت الى ان امتنا العربية رغم ما تعيشه من تحديات واخطار وصعوبات ومعوقات لا تزال مصممة على اختراق كل ذلك وتجاوزه متسلحة بإيمانها وتاريخها وحضارتها موقنة وسط كل هذه التحديات بغد افضل بدعم وروح عطاء العمل التطوعي المستند الى الدراسة العلمية التي تضيء امام مشروعنا الحضاري.
وتوجهت بالشكر للجهات التي قامت بدعم المؤتمر بدءا بحكومة الكويت وبرنامج الخليج العربي الانمائي واستضافة الاتحاد الكويتي للجمعيات النسائية وامتدادا الى الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والبنك الاسلامي للتنمية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي ووزارة الاعلام الكويتية وغرفة تجارة وصناعة الكويت.
وبعد ذلك قامت الشيخة لطيفة الفهد بتكريم بعض من الشخصيات تقديرا لدورهم الذي كان له الاثر البالغ في دعم العمل التطوعي والتنمية.
مؤشر صحي
اكدت الشيخة لطيفة الفهد ان مساندة المنظمات الاهلية مؤشر صحي على نجاح الامم، ومقياس لرقي الشعوب وتحديد موقفها الحضاري لانها تعكس مدى وعي المواطنين.
المطرقة والسندان
لفت الأمير تركي في كلمته إلى ان الجو الرسمي العام في وطننا العربي ملبد بالغيوم والشك والريبة، ومنظمات المجتمع المدني محصورة، بين المطرقة والسندان، مطرقة الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية القاسية التي تعانيها مجتمعاتها، وسندان الحكومات التي تكبل تلك المنظمات بسلسلة طويلة من القوانين العقيمة المانعة للتحرك، والمحبطة للآمال، والمقيدة للإبداع، والقاتلة للجهود الفردية المخلصة.
مكانة بارزة
أكد سمو الشيخ ناصر المحمد ان الكويت حرصت منذ وقت طويل على دعم المنظمات الأهلية وتشجيعها وتفعيلها، حتى اخذت مكانة بارزة في المجتمع الكويتي، إيمانا منها بأهمية الدور الكبير، الذي تقوم به تلك المنظمات، في دفع مسيرة التنمية البشرية، والحفاظ على المشاريع التنموية.

تسجيل الدخول


صيغة الجوال غير صحيحة

أو يمكنك تسجيل الدخول باسم المستخدم و كلمة المرور