الملف الصحفي


عفوًا هذه الوثيقة غير متاحة

جريدة القبس - الاحد, 7 يناير, 2007 - 18 ذوالحجة 1427- رقم العدد: 12068

قضية للمناقشة:
إصلاح التعليم.. كلام في كلام يدور في البلاد منذ أعوام

كتب فهد التركي:
تعيش وزارة التربية مشروع أزمة ثقة بين المسؤولين المعنيين بالعملية التعليمية والشارع الكويتي من طلبة ومعلمين واولياء امور وصولا الى الحكومة والمجلس حيث مضت سنوات طويلة والحديث عن اصلاح التعليم يزداد ويكبر يوما بعد يوم على الورق ومن خلال التصريحات الاعلامية والصحفية والتقارير، حتى بات مثل كرة الثلج التي تتدحرج من الاعلى الى الاسفل وتكبر كلما تدحجرت لكن من دون حل وهذا الواقع التعليمي.
فمنذ عشرات السنين والتعليم يقف في مرتبة متدنية ليس عن بقية دول العالم المتقدم فحسب وانما عن دول المنطقة التي وصلت الى مكانة مرموقة في العلم والتعليم، اما نحن فكل يوم يتغير وزير ووكيل ويأتي الجديد ليصرح مثلما يقول المثل المحلي 'عندي ولا عند غيري' ويقصد لواء اصلاح التعليم لكن سرعان ما يذهب حديثه ادراج الرياح وبعدما يفشل يلقي باللائمة على من قبله متهما اياه بانه السبب في التراكمات التربوية والتعليمية من المشكلات التي ادت الى تردي اوضاع التعليم رغم انه يملك جميع المقومات الاصلاحية من القرار والمادة والنفوذ والصلاحيات لكن مثلما قال المثل 'فاقد الشيء لا يعطيه' فامثال هؤلاء فعلا لا يملكون القدرة على الاصلاح لانهم غير راغبين فيه وبعضهم يستفيد من الوضع الحالي وبقاء التعليم في هذه المكانة المتأخرة لحاجة في نفس يعقوب.
ناقوس الخطر
وأخيرا وبعد تدحرج كرة الثلج التعليمية الى ان وصلت الى مجلس الامة دق النواب ناقوس الخطر حول تردي اوضاع التعليم حيث شعر الجميع بوجود رغبة حقيقية في اصلاح التعليم خاصة مع وجود الوزير الجديد عادل الطبطبائي مما ادى الى عقد جلسة تعليمية لمناقشة اوضاع التعليم، وكل شخص ادلى بدلوه حينها وانتهى الوضع بتشكيل لجنة لمتابعة ما طرح في الجلسة.. وهذه هي حالنا، تشكيل لجان لبحث ومتابعة القضايا الحساسة عندما نعجز عن الحل او الاصلاح، حيث تكون هذه اللجان بمنزلة حقن تخديرية لتهدئة صخب النواب او حلول ترقيعية لبعض القضايا، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: كم عدد الجلسات الخاصة التي نوقشت فيها قضية التعليم واصلاحه؟ فمنذ عام 1996 والجلسات البرلمانية لإصلاح التعليم تعقد وتهديدات الاستجواب صوتها يعلو والجميع يتطلع الى تعليم راق لكن لا حياة لمن تنادي، يأتي وزير، ويذهب آخر، ويأتي مجلس، ويحل آخر، وتتجدد حكومة، والتعليم آخر ما يصلح في هذا البلد. ليتأكد الجميع ان الحديث عن اصلاح التعليم بات حلما بعيد المنال.
تحدي الطبطبائي
وزير التربية د. عادل الطبطبائي منذ توليه الحقيبة الوزارية لم يهدأ وهو يتحدث عن اصلاح التعليم ولا نعرف اي نوع من الاصلاح الذي يريده او ما يدور في ذهنه، فأروقة الوزارة تعيش صخبا بسبب القرارات الاستفزازية للوزير بين الحين والآخر، وخصوصا فيما يتعلق بالترقيات للمناصب العليا والقيادية والتنقلات وصولا الى القرارات الفنية الاخرى التي اججت اوضاع العاملين في التربية، فمثلا هل يعقل ان يرقى موظف من رئيس قسم الى مراقب الى مدير الى وكيل مساعد في ثلاثة أشهر؟ بينما يبقى الاكاديميون في الوزارة واصحاب الشهادات العليا يعملون في وظائف لا تناسبهم ولا تلائم طبيعة تخصصاتهم فضلا عن ذلك فإن الوزير لم يترك حاليا ايا من عناصر الخبرة السابقة في الوزارة، خصوصا من الوكلاء المساعدين حيث كان يقبل استقالاتهم دون تردد وطبعا هذه الاستقالات ليس هدفها لاستفادة من مميزات التقاعد ولكن الاسباب الرئيسية تكمن في قطع الوزير وصال التعاون مع الحرس القديم من القياديين مما اجبرهم على الاستقالة لحفظ ما تبقى من ماء وجوههم.
عناصر الميزة
كان من المفترض على الوزير الطبطبائي ان يوازن بين كفتي الدماء الجديدة والخبرة التربوية لبعض الوكلاء المساعدين الذين حملوا العملية التعليمية لسنوات وجاهدوا في سبيل اصلاح التعليم.
نعم، الجميع مع تجديد الدماء ومنح الشباب فرصة، لكن في المقابل يجب ان تكمل عناصر الخبرة الدماء الجديدة، فلم يحدث في اي جهة حكومية ان يستقيل جميع وكلائها المساعدين في فترة لا تتجاوز ستة اشهر، وليس ذلك فحسب بل ان خمسة وكلاء مساعدين استقالوا خلال شهرين، وهذا يؤكد وجود خلل في سياسة الوزير الجديد، خاصة فيما يتعلق بنظام الترقيات.
تحت المجهر
واذا اردنا الحديث عن الاصلاح الحالي الذي يتحدث عنه الطبطبائي فهو صعب، وسيكون طريقة شاقا لانه حاليا يعتمد على المركزية في العمل ويعتمد على العناصر الجديدة قليلة الخبرة في الميدان التربوي، والامر الاهم هو وجود عدد من المناصب القيادية الشاغرة، التي تعمل قطاعاتها على البركة، لذلك سيكون الوزير الطبطبائي امام تحد قاس في مواجهة الاصلاح والتراكمات القديمة، خاصة بعدما وضع، كما قال النائب مرزوق الغانم، تحت المجهر، فهل يكون قادرا على تحقيق ما حلم به الكويتيون من اصلاح التعليم والارتقاء بالتحصيل العلمي للطلبة؟ ام سيكون كسابقيه؟ هذا ما ستسفر عنه الايام المقبلة.

تسجيل الدخول


صيغة الجوال غير صحيحة

أو يمكنك تسجيل الدخول باسم المستخدم و كلمة المرور