الملف الصحفي


عفوًا هذه الوثيقة غير متاحة

جريدة القبس - الاثنين, 3 مارس, 2008 - 24 صفر 1429- رقم العدد: 12484

مطلوب تعديل قانون مكافحة الإرهاب

بقلم المحامي : عبدالمجيد ابراهيم خريبط
قتل الابرياء من دون تمييز وقتل رجال الامن او قتل الاطفال او النساء على ايدي الارهابيين على اختلاف مشاربهم وايا كانت الاسباب والذرائع والايديولوجيات والفلسفات والافكار التي يتعلقون بها او يختبئون خلفها، كلها اعمال وافعال ارهابية جبانة، ويستحق مرتكبوها اشد العقوبات المقررة قانونا ايا كانت جنسياتهم او دياناتهم او مذاهبهم او اعراقهم، سواء كانوا حليقين او بشوارب او من دون!
لذلك اجد نفسي اليوم حائرا في ما يدور ويحدث لنا، اصبحنا نعيش مشكلات غيرنا ونتفنن في عرضها وبجنون! واصبحنا ملكيين في طرحها اكثر من الملوك!
وظهر من يقيم شعائر العزاء والتأبين، ولكن لمن؟ لاولئك الذين قتلوا ابناءنا وأحرقوا ودمروا مجتمعنا بشكل مباشر او بمعاونة اطراف مساعدة لهم لتنفيذ مآربهم وخططهم الارهابية، امثال عماد مغنية وبن لادن والياس صعب خبير المتفجرات والعراقي والبرقاوي والمصري والليبي واليمني!!
ان قتل مغنية او الزرقاوي او الظواهري او ابو قتادة او الثعلب او الارنب هدام العراق، او اي ارهابي من اي جيل من الاجيال، فهو اقل استحقاق ينالونه لما اقترفته ايديهم وبسبب افعالهم، وايا كان الارهابيون مرتكبو الافعال فانهم يستحقون الادانة والعمل على ان ينالوا عقابهم الرادع وعدم افلاتهم من العقاب، ويتعين ان لا نختلف بشأنهم.. ونجرد بعضنا بعضا من انسانيتنا بسببهم وننجرف الى التنابذ والتطاحن والاختلاف.
من يتعرض لأمن وسلامة الكويت وأهلها امس او اليوم او غدا، يتعين علينا جميعا ان نحرص على الزامه بمسؤوليته عن افعاله، وان يحاكم وينال عقابه المقرر قانونا طال الزمن ام قصر كحد ادنى!
ان النظام العراقي قبل الغزو الغاشم قام بالعديد من الاعمال الارهابية.. مرات على ايدي اشخاص من الشيعة..! ومرات اخرى على ايدي اشخاص من السنة.. ومن المهم ان نعرف ان اختيارهم لا يتم عشوائيا..! حتى يحقق المجرم الارهابي صدام حسين استراتيجيته بايقاع اكبر قدر من الفرقة والتفرقة الطائفية البغيضة لهذا المجتمع.. عندما يضرب ضربته في محاولته لهدم الوحدة الوطنية التي هي سلاحنا الازلي.. وقد تحقق له ذلك او كاد..!.
وها نحن اليوم وللاسف نخطو خطوات سريعة غير منتظمة مرة اخرى للخطر المحدق وبالعدد واحد..! نحو المجهول.. فماذا يراد بنا؟ فهناك من يحاول ان «يهف» على النار! ويسكب الزيت لـ «يشعلل» نارا متقدة في مجتمع جبلت نفوس ابنائه على الوفاء للكويت وقيادتها المخلصة.
شخصيات سياسية لها تاريخ وطني حافل بالوفاء اصبحت عرضة للتهجم عليها لمواقف التزمت بها.. محامون وسياسون سابقون تقام عليهم دعاوى واستجوابات من البعض.. يطالبون باسقاط جنسية مواطن لرأي قال به.. كأن مواطنته منحة اعطيت له.. رغم اختلافنا الشديد مع ما طرحه الرجل..
ونسأل هل يجوز القول «سحبوا جنسيته» لماذا هذا الاستخفاف بالمواطنة؟ ولماذا نتحدث ان ارتكب شخص فعلا او قال رأيا اين ابناء مذهبه؟ ومن قال انه يمثل رأي الآخرين؟!
من جانب آخر.. وعندما شنق المقبور صدام حسين وازهقت روح الارهابي الزرقاوي وقتل عماد مغنية وصفهم البعض بأنهم شهداء..! وهذا لا يعني الاجازة لاي كان ان يقيم في الكويت مجلس عزاء او تأبين لهم، خصوصا ان الدماء التي سفكت على ايدي هؤلاء الارهابيين.. هي دماء لابرياء وشرفاء من ابناء الكويت..!.
ان الافعال الارهابية بأنواعها هي المعيار التي يستند اليها لوصفها (الافعال) بانها ارهابية وبالتالي يستند ايضا لوصف مرتكبيها او حاضنيهم او مموليهم بانهم ارهابيون..
لنا آراؤنا فيما يقع من حولنا وقد نتفق ونختلف بتقديرنا لتلك الاعمال.. ولكن من المعايير الثابتة التي لا يختلف عليها اثنان هو حب الكويت والولاء لها والمحافظة عليها:
ومن البديهي.. ان نتفق جميعا على ادانة من يتعرض للكويت واهلها باي عمل ارهابي على اختلاف مكونات الفعل او الاشخاص وان لا يحصل على اي دعم مادي او معنوي وبأي شكل من الاشكال.
واخيرا فانني اقترح تعديل قانون مكافحة الارهاب وفقا للمعطيات والافرازات المستحدثة ولمواجهة مختلف المتغيرات.
فالامور الكبيرة.. بداياتها صغيرة!

تسجيل الدخول


صيغة الجوال غير صحيحة

أو يمكنك تسجيل الدخول باسم المستخدم و كلمة المرور