جريدة القبس - الاربعاء 08 سبتمبر 2010 ,29 رمضان 1431 , العدد 13392

ثمَّنت تمسّكه بالدستور والديموقراطية
دشتي: إعادة النظر في التشكيل الحكومي ضرورة

أشادت النائبة د. رولا دشتي بحديث سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأخير لتلفزيون الكويت، لما تضمنه من الايجابيات على مستوى التوجهات والسياسات العامة مثل التمسّك بالدستور وتطبيق القانون على الكبير قبل الصغير، واعتبار تقارير ديوان المحاسبة مسطرة تسير عليها الحكومة. وأثنت د. دشتي على تقدير سموه لدور الاسئلة البرلمانية في الكشف عن الاخطاء الحكومية تمهيدا لمعالجتها، مستغربة عدم تطرق رئيس الوزراء الى عدد من القضايا التي تشغل المواطنين، مثل الاصلاح التربوي والصحي والتنمية الاقتصادية وتعزيز روح المواطنة والهوية الكويتية والحد من أزمة البطالة وإعادة هيكلة الإدارة الحكومية للاستفادة من طاقات وخبرات الكفاءات المهمشة في العملية التنموية، وتمنت من المحمد تحديد موقف الحكومة من هذه القضايا قبل دور الانعقاد المقبل للوقوف على فلسفة المعالجة والسياسات والاجراءات التي ستتخذها.
وقالت دشتي، إن امانة الكلمة وامانة تمثيلنا للشعب تقتضي ان نكون صريحين وصادقين معك يا سمو الرئيس، مثلما كنت صريحا وصادقا مع الشعب عندما اكدت وجود اخطاء حكومية، وانكم تسعون الى معالجة هذه الاخطاء. وانطلاقا من مقولة «ان صديقك من صدَقك وليس من صدَّقك»، فإننا يا سمو الرئيس نحدد بعض النقاط التي تقود الى نتيجة واحدة، مفادها ان اعادة النظر بالتشكيلة الحكومية باتت امرا ضروريا لمواكبة متطلبات المرحلة المقبلة، ولتحقيق الاصلاح والتنمية المنشودة، ومواجهة الفساد والمحسوبية وانتهاك القوانين في ادارات الدولة.
مسطرة المحاسبة
ولفتت د. دشتي الى ان سمو رئيس مجلس الوزراء اكد مرارا ان ديوان المحاسبة هو المسطرة التي تسير عليها الحكومة، ولكن للاسف بعض الوزراء لا يخضعون لهذه المسطرة، بدليل تكرار الملاحظات والمخالفات نفسها
التي سجلها الديوان لعدة سنوات وعدم قيام الوزراء المتعاقبين بتلافيها، فضلا عن المخالفات والهدر في المال العام التي سجلها الديوان في العام الماضي، ولم تتخذ أي إجراءات حيال المخالفات والمخالفين.
وأضافت: لقد أكدتم يا سمو الرئيس ان الاسئلة البرلمانية مهمة، لانها تكشف عن الاخطاء الحكومية تمهيدا لمعالجتها، ولكن الواقع والممارسة السياسية يؤكدان عكس ذلك، وهناك وزراء يتعمدون عدم الرد نهائيا على الأسئلة النيابية لتفادي كشف الحقائق والتجاوزات، متذرعين بعامل الوقت رغم ان بعض الاسئلة لا تحتاج لاكثر من اسبوعين للرد عليها، كما ان بعض الوزراء يرضخون للضغوط ولا يقومون على مواجهة المفسدين الذين تكشفهم الاسئلة البرلمانية ومعاقبتهم.
المحسوبية والواسطة
وبينت د. دشتي ان المحمد أكد ان القانون يجب ان يطبَّق على الجميع، ولكن الحقيقة ان المحسوبية والواسطة في تفشٍّ مستمر على حساب القانون والمال العام، حيث ان مؤشر تكافؤ فرص العمل بين المواطنين في تراجع مستمر، كما ان هناك كفاءات وطنية لا تعطى لها فرصة، لانها ليست تابعة لحزب أو تيار سياسي أو لقبيلة، رغم ان الكويت كلها اسرة واحدة، والمطلوب الدفع بالكفاءات الوطنية رجالا ونساء وعدم محاربتها وتهميشها، كما لابد من الاشارة الى ان بعض الكفاءات النسائية تحارَب وتواجه تمييزا ضدها لتهميشها والحد من فرص وصولها للمراكز القيادية في اجهزة الدولة التي تضم 17 قيادية نسائية من اصل 270 قياديا.
وتابعت: أمام كل هذه المعطيات المؤلمة، فاسمح لنا أن نقول انك يا سمو الرئيس في واد وفريق عملك الحكومي في واد آخر، والشعب الكويتي على وعد بخطة تنموية طموحة، من شأنها أن تحسن مستوى معيشة الأسرة الكويتية وتحقق لها مزيداً من الرفاهية وتنقل البلاد بخدماتها إلى مصاف الدول المتقدمة، ولكن الوصول إلى تلك الأهداف أمر صعب في ظل وجود فريق حكومي غير قادر على مواجهة التحديات وتعزيز التعاون بين السلطتين والعمل على الإنجاز وتحقيق تطلعات أهل الكويت.
ولفتت دشتي الى ان بعض أعضاء الفريق الحكومي يفتقدون سياسة الإصلاح والمبادرة والإنجاز وتفعيل سيادة القانون.