الملف الصحفي


عفوًا هذه الوثيقة غير متاحة

جريدة الوطن - الثلاثاء20-02-2007

دعت إلى رفع الظلم الواقع عليها على صعيد الترقي والأجور
فايزة المانع: هذا هو سر تهميش المرأة الكويتية في الإعلام

كتب نافل الحميدان وشيرين صبري:
اكدت مديرة تحرير مجلة الهوية بمكتب الشهيد التابع للديوان الاميري ونائبة مدير تحرير مجلة (الكويت) التابعة لوزارة الاعلام فايزة المانع، اكدت ان وجود المرأة في وسائل الاعلام اصبح اليوم ضرورة فالاعلام صناعة تحتاج الى تضافر جهود مجتمعية حثيثة حتى تؤتي اكلها، وغياب أو تغييب أو تهميش المرأة في هذه الصناعة يضعفها ويخلخل ادوارها ويضيع على المجتمع فرصا ثمينة في الاستفادة من جهود المرأة المتعلمة الواعية.
ودعت المانع خلال محاضرة لها بعنوان (المرأة والإعلام بين قوة الأثر وإمكانية التأثير) ضمن فعاليات مؤتمر الاتحاد العربي للعاملين بالتعليم والطباعة والاعلام، دعت الى تشجيع النساء على الانخراط في العمل الاعلامي وتمكين المرأة من الوصول الى مراكز اتخاذ القرار في المؤسسات الاعلامية والعمل على رفع الظلم الواقع عليها على صعيد الترقي والاجور.
واوضحت المانع في البداية ان فترة الستينيات هي البداية الفعلية للاعلام الكويتي حيث انطلاق التلفزيون الرسمي ومن قبله الاذاعة وآنذاك نستطيع ان نرصد تواجدا جميلا ومؤثرا للمرأة في هذين الجهازين من خلال اسماء اعلامية تمكنت من ولوج هذين الجهازين وتقديم برامج تخص المرأة والطفل والاسرة، تقف في مقدمتهن فاطمة حسين فقد استطاعت هذه الاعلامية الرائدة قيادة برامج نسائية موجهة للمرأة استمرت ولفترة طويلة بدأتها في الاذاعة ومن ثم انتقلت إلى التلفزيون عام 1963 لتقدم برنامجا ناجحا باسم «دنيا الاسرة» ولتخرج به من نطاق المرأة وحدها الى الاسرة ككل في ربط موضوعي كانت على وعي حقيقي به وهذا سر نجاحها واستمرارها ومن ثم تميزها، بعدها تعاقبت على برامج المرأة والطفل مجموعة طيبة من الاعلاميات الكويتيات فقد قدمت برامج للمرأة والطفل والاسرة عموما كل من الاعلاميتين كافية رمضان وليلى السبعان ثم في مرحلة لاحقة تولت البرامج الاعلاميتان فتوح الدلالي وفاطمة راشد، واليوم تكاد تكون الرسائل الاعلامية الموجهة للمرأة والطفل موزعة بين مختلف البرامج المنوعة والحوارية وتشرف بدور العيسى كمراقبة في تلفزيون الكويت على خطة البرامج للمرأة والطفل.
الكويتية في الاذاعة
اما على صعيد الاذاعة فقالت ان من ابرز الوجوه الاعلامية الكويتية التي صاغت رسائل اعلامية موجهة للمرأة والطفل منذ الستينيات ضياء الغانم، باسمة سليمان، ليلى حسين، امل عبدالله ومنى طالب ثم في مرحلة ثانية جاءت عائشة اليحيى التي بدأت اذاعية من العام 1974 ولا تزال تقود برامج المرأة والطفل، وايضا برزت في الاذاعة ليلى محمد صالح وهي التي اسست مكتبة الاذاعة عام 1975، ثم تأتي مرحلة لاحقة بوجوه اعلامية كويتية فاعلة كفوزية الفلاح المذيعة الناجحة ومديرة ادارة البرنامج الاوروبي وسهام مبارك ثم في مرحلة ثالثة تأتي سلوى حسين وهي معدة ومقدمة برامج اذاعية وقارئة لنشرات الاخبار بالاضافة الى نادية صقر وفاطمة القطان، وتحفل اذاعة وتلفزيون الكويت اليوم بمجموعة من الاعلاميات.
وقالت المانع: وعلى الرغم من تواجد المرأة الكويتية في اعلام بلادها منذ بداياته، الا ان وصولها الى مواقع اتخاذ القرار فيه كان ضعيفا جدا وقد اقتصر على وكيلتين مساعدتين (امل الحمد، ونبيلة العنجري) لم تستمرا أو تصعدا الى اعلى من هذا السقف، اما عدد مديرات الادارات في الاعلام الرسمي من اذاعة وتلفزيون ومطبوعات فيكاد يعد على اصابع اليد الواحدة، ففي الاذاعة ثلاث مديرات ادارة فقط هن عائشة اليحيى، فوزية الفلاح، شجون الصباح، وفي التلفزيون وصلت فقط الى حدود مراقبة ولم تصل الى مستوى مدير ادارة الى اليوم.
اما المطبوعات التي تصدر في الاعلام الرسمي كمجلة العربي ومجلة الكويت فبعد عواطف المغربي نائبة رئيس تحرير مجلة الكويت وقماشة امين مديرة تحرير نفس المجلة توقف صعود المرأة الى اعلى من هذا السقف، باستثناء لولوة السالم مديرة ادارة المطبوعات الاعلامية، مما يدل على تجاوز دور المرأة وعدم الثقة بقدراتها، وقد صرح بهذه الحقيقة المؤلمة وزير الاعلام السابق نفسه «محمد السنعوسي» في حديثه للصحافة اللبنانية (الانوار والصياد) عندما قال (المرأة الكويتية غائبة ومهمشة في الاعلام الكويتي ولا وجود لها) مما يطرح تساؤلا بعد كل هذا المشوار عن سر هذا التهميش وعن سبب ضعف وجود المرأة الكويتية في اعلام بلادها.
وعن سبب تسرب الاعلاميات الكويتيات الى مهن اخرى، وحتى بعد انشاء كلية للاعلام في دولة الكويت عام 1992 وعلى الرغم من ان اغلب مخرجاتها من النساء الا انها لم تشكل رافدا للعمل الاعلامي الكويتي بمختلف وسائله والسبب في ما اعتقد يرجع الى عدة عوامل منها: طبيعة العمل الاعلامي ذاته وما تتطلبه من سعي دائم للاطلاع والثقافة ومتابعة كل جديد، والمردود المادي الضعيف لعمل مرهق يحتاج الى تنمية ذاتية مستمرة وضعف الحوافز والدوافع والمكافآت المعتمدة في الاعلام الرسمي والتهميش المتعمد للمرأة في الاعلام ومنافسة الرجل يحدان من عطائها واستمرارها، اضافة الى أن بعض العادات والتقاليد المحافظة قد تشكل عائقا امام المرأة الكويتية للانطلاق في مجال الاعلام.
وتطرقت المانع الى الدور الكبير للمرأة الكويتية في مجال الاعلام المقروء (الصحف والمجلات) مشيرة الى ان المرأة الكويتية متواجدة في الاعلام المقروء ما بين محررة وكاتبة مقال اكثر منه في الاعلام المرئي.
صورة المرأة في الإعلام
بعد ذلك تطرقت المانع الى صورة المرأة في الاعلام بناء على دراسات عديدة مشيرة الى نتيجة واحدة وهي ان صورة المرأة العربية في وسائل الاعلام صورة نمطية ومشوشة ولا تعكس الحقيقة وهي تتراوح بين التخبط وضياع الهوية وبين «التشيك» والاهتمام بالقضايا المظهرية، وتعطي انطباعا عن ان المرأة العربية تابعة وغير قادرة على المبادرة وعاجزة عن اتخاذ القرارات، وخاصة صورة المرأة في الدراما، وفي السينما والتي قد تظهرها احيانا بصورة المتمردة أو المنحرفة أو اللامبالية، أو المضحية الى حدود الفناء الذاتي الكامل.
وتساءلت المانع: كيف يمكن ان تلعب وسائل الاعلام الدور الموازي والمتمم لادوار الاسرة والمدرسة في مجتمعات نامية كمجتمعاتنا دون ان تكون عنصر هدم أو تشويش أو تسطيح؟ واجابت: في اعتقادي ان هذه معادلة بالغة الصعوبة خاصة مع اتساع حجم الاتصال والتوسع في الفضائيات واستخدامات الانترنت والسماوات المفتوحة حيث تتسابق الفضائيات لملء ساعات البث بأي شيء ولو على حساب القيم الدينية والعادات والتنافس المحموم على الاعلانات التجارية على حساب ما يجب ان يوجه للرقي بالوعي والنهوض بالانسان، ولا يغيب عن البال حجم التدفق الاعلامي المرئي والمسموع والمطبوع الصادر عن العالم المتقدم، والذي يشكل اكتساحه نوعا من السطوة على الآخر، بحكم السرعة والانتشار والتنوع، وما له من تأثير في فئات متعددة داخل المجتمعات العربية، وخاصة صغار السن والمراهقين والمراهقات بما يخلخل الهوية ويهدد الثقافات الوطنية، وهذا ما يفسر ظهور فضائيات ذات توجهات اسلامية في محاولة للموازنة والحفاظ على الخصوصية.
من حقها العمل والكسب
من جانبها اكدت د.جوهرة عبدالله المحيلاني الاستاذة في قسم المناهج وطرق التدريس في كلية التربية الاساسية انه من حق المرأة العمل والكسب طالما كانت تملك قدرة على العطاء والانتاج، وبينت ان المرأة تحتاج فقط الى التأهيل والاعداد وذلك لا يتعارض مع الشريعة الاسلامية.
واكدت ان التعليم يؤثر في التنمية تأثيرا مباشرا لذلك تلقى على عاتق التعليم مهمة كبيرة في تأهيل الجنسين بشكل عام مع ضرورة مراعاة طبيعة المرأة وقدراتها والجوانب التي يمكن ان تبدع فيها بالاضافة الى ضرورة ان تتضمن المناهج المهارات اللازمة لعلاقات العمل المنتجة وحدود العلاقة بين الجنسين تحت مظلة شرعية.
واوضحت انه يمكن تحديد نوعين من التدريب يمكن للمرأة الاستفادة منهما اثناء الخدمة وهما: أولا التدريب اثناء العمل والذي وصفته بأنه نوع يتناسب وطبيعة المرأة ووقتها وجهودها ومراعاة ظروفها الاجتماعية وثانيا هو التدريب خارج العمل والذي يهدف الى نقل الخبرة للمتدرب وزيادة الكفاءة المهنية والتعرف على الجديد في ميدان العمل.

تسجيل الدخول


صيغة الجوال غير صحيحة

أو يمكنك تسجيل الدخول باسم المستخدم و كلمة المرور