الملف الصحفي


عفوًا هذه الوثيقة غير متاحة

جريدة الراي العام - الإثنين 24-12-2007- العدد 10402

لا سوابق قضائية في المحاكم العربية عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني

القاهرة - من حاتم الزين
نظمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر منتصف الشهر الجاري ورشة عمل للاعلاميين العرب في القاهرة، على مدى يومين للمساهمة في الاطلاع ونشر مبادئ القانون الدولي الإنساني.
رئيس بعثة اللجنة الدولية في مصر جيرار بيترنيه الذي افتتح ورشة العمل لفت الى «ان الغاية مما تقوم اللجنة باللقاء مع الاعلاميين تضافر الجهود لتخفيف المعاناة عن الاشخاص الذين يعانون من النزاعات والحروب، خصوصاً عندما لا تخدم الاطراف المنخرطة في النزاع أحكام القانون الدولي الإنساني فتتسبب بأذية للسكان المدنيين على نحو غير عادل، خصوصاً المرضى والجرحى والاسر المشتتة والسكان المقيمين والمحاصرين. وهذا ما يحصل في العراق ودارفور وفلسطين، ذلك ان العنف يشمل الابرياء كلهم بسبب الأعمال الارهابية التي يرتكبها اشخاص، بغض النظر عن خلفياتهم».
واستعرض بيترنيه بانوراما عن عمل اللجنة الدولية وعلاقتها بالقانون الدولي الإنساني و«التفويض الذي منحها اياه المجتمع الدولي في ما يتعلق بضحايا الحروب كي تتحدث باسمهم. وأهم خمس عمليات للجنة الدولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، السودان، العراق، أفغانستان، والكونغو».
واذ أشار الى نداء اللجنة الدولية لتبلغ ميزانيتها 920 مليون فرنك سويسري لتغطية أنشطتها، فإن بيترنيه نوه «بالمبادئ التي تقوم عليها اللجنة وهي الحياد، عدم التحيز، الاستقلالية، والسرية. ولذلك تقوم اللجنة بدورها في حماية المدنيين والاسرى والمحتجزين واقامة الروابط الاسرية للاسر المشتتة، وتوفير الغذاء، وذلك اثناء النزاعات المسلحة».
وقال بيترنيه: «ان السرية ليست مطلقة، لأنه في الكثير من الاحيان لا تكون اللجنة هي الوحيدة التي تزور السجون وغيرها، وتلك المنظمات لا تلتزم بالسرية، ما يجعل عملها مكملاً لعمل اللجنة لأنه يساعد على الاستجابات الفورية لنداءات الضحايا، وبالتالي اشراك الرأي العام في المساعدة».
وأضاف: «نحن لا نتحيز في معالجتنا لضحايا الحروب لفريق معين. نحن لا تأثير على قراراتنا، فمبدأ الاستقلالية يساعدنا على التصرف بشكل مستقل، وفي ما يتعلق بالشرق الأوسط نحن نجتمع في اطار شرق أوسط موسع يضم تركيا وايران بسبب العلاقات الوثيقة مع العراق، ثم ضممنا السودان الذي هو جزء من الشرق الأوسط».
وتابع: «ان من اسباب زيادة ميزانيتنا تواصل اللجنة في عملياتها ببرامج أكثر تقدماً. وحتى اذا قال البعض ان عدد النزاعات قل، الا ان هناك نزاعات مسـتمرة لأكثر من 15 عاماً، ولا يوجد حل قريب لها. من الصعب تحديد الفرق بين الاعمال الحربية بدوافع سـياسية والأعمال الاجرامية ومع اضطرار الكثير من المنـظمات للانسحاب من الميدان، فإن منظمتنا استمر في عملها، كما في السودان، وهذا ما يضطرنا الى زيادة ميزانيتنا، وطالما استمر النزاع ولم يتم حله من المجتمع الدولي، فمعنى ذلك استمراره، وبالتالي بقاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الميدان. فنحن لا نحل محل المنظمات التي تضطلع في النزاعات. اننا وسيط محايد لحل المشـكلات الإنسانية فقط».الرضا عن العمل
ورداً على سؤال عن عمل اللجنة في اليمن والاردن ولبنان والعراق، وهل غزة تحت الاحتلال، اعتبر بيترنيه انه «مما لا شك فيه ان تطبيق اتفاقية جنيف أمر معقد. وأصدرت اللجنة تقارير في الأشهر الستة الماضية عن المدنيين في الاقاليم المحتلة، فهناك قيود على الاسر التي تعيش في غزة، ومبدأ السرية لدى اللجنة لا ينسحب على القضايا كلها».
وأوضح بيترنيه «ان اللجنة سعيدة بما قامت به في محافظة صعدة في اليمن. ورغم ذلك فإن اللجنة تبقى» تحت طائل الانتقاد، لأن هناك من يرى انها لا تلبي الاحتياجات الإنـسانية بشكل كاف. اما في ما يتعلق بعمل اللجنة في الاردن، فإنها تزور مراكز الاحتجاز لأولئك الاشـخاص الذين يريدون تهديد أمن الدولة. واللجنة لديها تصريح بزيارتهم وملتزمة بعدم الافصاح والالتزام بالسرية.
أما في ما يتعلق بلبنان فإن اللجنة كثفت عملها بعد أسر الجنديين الاسرائيليين وحصول حرب يوليو، كما انها كثفت عملها بعد احداث نهر البارد الأخيرة».
وأشار بيترنيه الى «انه في ما يتعلق بعمل اللجنة في العراق، فقد حدثت قيود أمنية أرغمتها على جعل معظم العاملين الدوليين لديها يقيمون في الاردن، هناك مئات العاملين في العراق تابعون للجنة، كما ان هناك مركزاً دائماً في كردستان، وتم أخيراً افتتاح مكتب في النجف، وهناك اشخاص يسافرون من العراق الى الاردن وبالعكس، والمعلومات التي تحصل عليها اللجنة قريبة جداً لما يجري من حقائق ارض الواقع».
الإرهاب لا مدلول له
بدوره، تحدث في الجلسة الأولى التي أدارتها رئيسة المكتب الإعلامي للجنة الدولية للصليب الأحمر في القاهرة تمارا الرفاعي، المنسق الاقليمي لقسم الخدمات الاستشارية في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في القاهرة شريف عتلم عن المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني، فأوضح في البداية «ان هناك مفاهيم جديدة مثل الحرب ضد الإرهاب الذي ظهر بعد الحادي عشر من سبتمبر، فالإرهاب ظاهرة، أما الحرب ضد الإرهاب فجملة بلاغية ليس لها اي مدلول قانوني».
وتطرق عتلم الى قانون حقوق الإنسان والخلط بينه وبين القانون الدولي الإنساني: «ففي مؤتمر حصل في دمشق ضم برلمانيين وغيرهم، كانت الغالبية تقوم بتحضير اسئلة عن قضايا متعلقة بحقوق المرأة والازواج وغيرها مما هو متعلق بالقانون الدولي لحقوق الإنسان، رغم ان المؤتمر متعلق بالقانون الدولي الإنساني».
وفي ما يتعلق بحماية الصحافيين أكد عتلم «ان القانون الدولي الإنساني مازال قاصراً عن توفـــير الحماية للصحافيين ووسائل الاعلام في زمن النزاعات المسلحة، ذلك انه ليـــس في مصلحة الشـــخص المنتهك ان ينقل الاعلاميون الحدث كي لا يحصل تغيير في الرأي العام الدولي. اما الدور الذي يمكن أن تقوم به اللجنة الدولية للصليب الأحمر فهو حض الدول على تطبيق القانون الدولي الإنساني، حتى الدول العربية كلها لا توجد فيها سوابق لأحكام متعلقة بانتهاك القانون الدولي الإنساني».
استهلاك واستغلال
كما تحدث في الجلسة الأولى من اليوم الأول للورشة الاعلامي التونسي عبدالعزيز بن حسونة البروحي الذي أكد انه «من المهم ان يعرف الصحـــافيون كلهم قواعد القانون الدولي الإنساني، ولابد لهم ان يطلعوا القراء عليه».
ورأى البروحي «ان ما يحدث في العالم العربي هو استهلاك الاخبار التي ترد، خصوصاً في ما يتعلق بالعراق، اذ غالباً ما يكون هدف هذه الاخبار استغلال الشعوب العربية».
موت الحياة الصحافية
في العراق
وعن تغطية الأحداث الإنسانية في العراق، أشار الاعلامي اللبناني أمين قمورية الى «ان هناك مفارقتين كبيرتين في ما يتعلق بالعراق، الأولى هي انه يتصدر الاخبار. والثانية هي انه بقدر ما توجد وسائل اعلام تعطي أحداث العراق الأولوية، فإن هناك وسائل اعلام تنزح من العراق الى الخارج بسبب خطف الصحافيين وقتلهم، لكن الأمر المهم موت الحياة الصحافية الحقيقية في العراق».
وقال قمورية: «عشت أخيراً ستة أيام في العراق فقرأت ستة كتب، لأنني لم أتمكن من الخروج، والصحيفة العراقية لا تبيع أكثر من ثلاثة آلاف نسخة».
رقابة على أخبار دارفور
أما عن التغطية الاعلامية في دارفور فتحدث الاعلامي السوداني محمد أحمد الدنعو الذي لفت الى المضايقات التي يتعرض اليها الصحافيون المهتمون في تغطية الأزمة، مشيراً الى العقـــبات التي تواجه الصحافي بسبب جغرافية دارفور التي لا توجد طرق معبدة اليها، وبسبب اعتبار الكاتب الصحافي العربي مقاتلاً، كما ان هناك صعوبات متعلقة في التواصل مع السكان بسبب اللغة.
وقال الدنعو: «إن الأجهزة الحكومية تمارس رقابة على أخبار دارفور، ذلك انه تأتينا تعليمات من السلطات. كما ان الحكومة هي التي تنظم السفر للصحافيين إلى دارفور».
حصار الصحافيين
وفي الجلسة الثانية التي انعقدت بعد ظهر اليوم الأول لورشة العمل، والتي أدارها الإعلامي اللبناني ساطع نورالدين، تحدث الإعلامي الفلسطيني قاسم علي عن حال الصحافيين الفلسطينيين في غزة أثناء الاعتداءات الإسرائيلية. وقال: «لم أر في حياتي امكانية لمنع الممارسات الاسرائيلية، فمثلا عندما وضعنا في وكالة راماتان كاميرا على سطح المبنى أثناء الهجوم على رام الله عام 2004 لتصوير الهجوم الاسرائيلي بالدبابات، فإنه تمت اصابة الكاميرا بست رصاصات. كما اننا حوصرنا مع اعلاميين أجانب في المبنى، وتم اطلاق النار على خزانات المياه».
وأضاف علي: «اتصلنا بالناطق الرسمي الاسرائيلي فكان الجواب: «انتم في منطقة عسكرية مغلقة، ويجب ترك المكان»، لا ماء، لا غذاء، لا كهرباء، عشنا على هذه الحال لمدة ثلاثين يوما. كما انه تواجهنا مشكلة أخرى وهي انه إذا كان هناك ناشط فلسطيني في احدى العمارات فإن الاسرائيليين يقصفون العمارة ما يؤدي إلى سقوط ضحايا آخرين، حتى لو كان يوجد فيها صحافيون. ان الصحافي يفرض عليه الموت، من دون ان تكون لديه أي طريقة للدفاع عن نفسه، نحن في غزة لا تأمين على الأرواح والمعدات، لا أوراق لنكتب عليها، ولا أشرطة لنسجل عليها، ان تغطية أخبار الصحافيين أضحت هي العامل الذي يساهم بوقف اطلاق النار».
بدورها، أشارت درويتا كريمتساس من القسم الإعلامي للجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف إلى ما يمكن أن تقوم به اللجنة من أجل حماية الصحافيين. وأوضحت ان اللجنة تقوم بالمساعدة قدر استطاعتها وفي حدود مهمتها، ولديها خط مفتوح على مدار الساعة لمساعدة الصحافيين في أي حالة يتعرضون اليها، مشيرة إلى ان الاتصال بالمنظمة يتم في حال الفقد، الأسر، القاء القبض، الجرح، أو القتل، كما تقوم اللجنة بتدريب الصحافيين على التعامل مع الجراح التي قد يتعرضون اليها.
«العقيدة 15»
وفي اليوم الثاني لورشة العمل، استهل رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إسرائيل والأراضي المحتلة كريستوف هارنيش الجلسة الثالثة للحديث عن عمل اللجنة في نطاق عمله.
وقال هارنيش: «من النادر ان يتحدث الناس عن اتفاقية جنيف الرابعة، فمن الضروري ان يكون لنا أساس قانوني لعملنا. نحن لدينا تفويض ومهمة، ونحن نعمل منذ أربعين عاما في الأراضي المحتلة، ذلك أن سياق عملنا هو الاحتلال والنزاعات. وفي الأراضي المحتلة يفرض الاحتلال امورا يجب ان تتعامل معها اللجنة الدولية للصليب الأحمر».
وأضاف: «نحن لا نتحدث بالعلن، والبعض يرى اننا لا نتحدث بصورة كافية، كما اننا نجد من الصعوبة بمكان اعطاء معلومات محايدة في هذا السياق، كما ان من آليات عملنا السرية. ولذلك نلتزم الصمت تجاه السياسات الاسرائيلية كي يكون لنا اثر في الجانب الانساني. ان الشفافية يصعب فهمها في هذا السياق، فنحن ندلي بمعلومات خاصة عن انتهاكات القانون الدولي الانساني بطريقة محايدة، فإسرائيل لا تتصل مع الفصائل المتطرفة والفلسطينيون لا يتحدثون مع القوات الاسرائيلية ونحن نريد ان نصل إلى الجميع، ولذلك يتم الاتصال بكل شفافية، اننا نستخدم مبدأ التدخل في الأراضي المحتلة، وهذا المبدأ آليته معقدة لانه يتم على مستوى القادة والوزارات وحتى على مستوى المجتمع الدولي. وهناك ما يطلق عليه (العقيدة 15)، وذلك عندما يحصل انتهاك للقانون الدولي الإنساني، وندينه في العلن، وهذا يحصل في حالات معينة».
وتابع: «نحن عملنا لا يميز بين الاشخاص على أساس انتماءاتهم العرقية أو الدينية، ونحن المنظمة الوحيدة التي أعلنت منذ عشرة أيام ان قطاع غزة مازال تحت الاحتلال، لان إسرائيل مازال لديها بعض المسؤوليات اتجاه بعض السكان في قطاع غزة، وقطاع غزة وضعه متدهور بسبب الاغلاق التام منذ 19 سبتمبر الماضي. فهناك 700 مريض كل شهر لا يمكنهم الخروج والمنشآت الطبية حالها غير جيد. ولا قانون يقول اي دولة هي التي تقرر نوع الاغذية التي ستدخل (إلى القطاع)، هذا فضلا عن مشكلة الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية وما يواجهونه من طرق استجوابات قاسية».
وأشار هارنيش إلى «ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر رصدت ميزانية للعمل في إسرائيل والأراضي المحتلة تقدر بـ 68 مليون فرنك سويسري، كما تقوم اللجنة بزيارة نحو 12 ألف محتجز، كما ان هناك التزامات تجاه خمسة مستشفيات فلسطينية».
وختم هارنيش: «لم أر دولا عربية أو مسؤولين فلسطينيين يدينون ما يجري في غزة من انقطاع للماء والكهرباء وغير ذلك من الحاجات الضرورية، رغم ان العمل الإنساني لا يمكن ان يعوض بالرأي السياسي، والعمل الإنساني لا يمكن ان ينشئ بنى تحتية، نحن لا نؤمن بالحديث العربي عن الدعم، اننا نريد ان نراه. ولعل من الجدير ذكره ان أكثر الأموال التي نتلقاها هي من أميركا وتساعدنا جدا في عملنا، ورغم ذلك، نحن لدينا شخصية قوية لأن نكون مستقلين».
«الحرب تُصنع في الرؤوس»
بدوره، تحدث مدير المركز الوثائقي للقانون الدولي الإنساني عبدالحسين شعبان عن الأسلوب الفعال لوقف الانتهاكات، فلفت إلى «ان دستور الأونيسكو أكد ان الحرب تُصنع في الرؤوس، وفي الرؤوس يصنع السلام. وبهذا المعنى تكون الافعال كلها التي نقوم بها هي ايقاف الحرب، أي ايجاد وضع أكثر انسانية بخصوص النزاعات الدولية سواء كانت مسلحة أو غير ذلك».
وقال شعبان: «ان اللجنة الدولية للصليب الأحمر استندت إلى ارث من القانون الدولي الانساني، ولا توجد تفاصيل كافية من جانب المجتمع الدولي مثلا لحماية الصحافيين في اتفاقات جنيف، ولذلك لا بد من تطبيق مواثيق الشرف الإعلامية، كما انه لا بد للإعلامي من التدريب على الثقافة الحقوقية كي يميز بين تغطية الانتهاكات والقذف والتشهير».
منظمات إنسانية
وخصصت اللجنة الجلسة الأخيرة من ورشة العمل لاجتماع مع ممثلين لهيئات إنسانية ودولية من أجل اطلاع لتعاون هذه المنظمات في منع انتهاكات القانون الدولي الإنساني.
وكان أول المتحدثين في هذه الجلسة خالد منصور، من البرنامج الغذائي العالمي في الأمم المتحدة، إذ أشار إلى تجربته في لبنان إبان حرب يوليو عام 2006 وهجوم المتظاهرين في 30 يوليو من ذلك العام على مبنى الاسكو في بيروت عقب مجزرة قانا.
واعتبر منصور ان الكثيرين يعتقدون كأن هناك رابطا بين الأمم المتحدة والذين ارتكبوا المجزرة، وهذا ما كان يلمسه من خلال أسئلة وسائل الإعلام له في تلك الفترة.
أما مدير العلاقات الاقليمية في «هيومان رايتس واتش» جاسر عبدالرازق فتحدث عن مصداقية منظمته فقال: «نحن نتمتع بقدر معين من المصداقية، باستثناء ما يتعلق بالصراع العربي- الاسرائيلي، وما نريده من الإعلام العربي الجدية في التعامل مع ما نطرحه. لقد اعتدنا على انتقادات فيها قدر من الاستسهال، اننا منظمة دولية غير أميركية، وان كان لنا مقر في نيويورك، ورغم ذلك فلا نتلقى أموالاً من أميركا وان كنا نتلقى أموالاً من مؤسسات وأفراد يهود».
وأضاف: «منظمتنا تنتج تقارير على مستوى عال لكنها تقارير ليس لها روح اذا لم يضئ الإعـــلام الصـــربي الضـــوء عليها».
وفي ما يتعلق بالتقرير الأخير الذي منعت «هيومان رايتس واتش» من اعلانه في لبنان عن قصف «حزب الله» لأهداف مدنية اسرائيلية، أوضح عبدالرازق «ان قرار عقد مؤتمر صحافي في لبنان كان خطأ تقديريا جسيما من قبل منظمتنا».
بدورها، تحـــدثت عبـــير عطـــيفة من المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة عن «أهمية نقد الصحافيين لأداء المفوضية كي تساهم في تقوية عملها».
ورأت عطيفة «ان الاستفادة الكبرى تأتي من خلال الاستفادة المتبادلة بين المفوضية ووسائل الإعلام في الاضاءة على الأماكن التي لا يصل اليها الآخر، وهذا ما يساهم في الضغط على الحكومات لايجاد الحلول»، مشددة في الوقت ذاته على ان عمل اللجنة يختصر بمقولة للمفوض السامي: «نحن ممرضون ولسنا أطباء».
وتأتي ورشة العمل للإعلاميين العرب عقب المؤتمر الدولي الثلاثين للجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، إذ حضر نحو 1500 ممثل عن اللجنة لتأكيد الالتزام باتفاقات جنيف، كما ناقش المؤتمر قضايا مثل التدهور البيئي وتغيير المناخ، الهجرة الدولية، العنف، ولا سيما في المراكز الحضرية، والأمراض الناشئة والمتكررة وغيرها من تحديات الصحة العامة.
هذا المؤتمر الذي ينعقد مرة كل أربعة أعوام، كان شعاره الأخير «معاً من أجل الإنسانية»، وكانت قراراته وفقاً لهذا الشعار.

تسجيل الدخول


صيغة الجوال غير صحيحة

أو يمكنك تسجيل الدخول باسم المستخدم و كلمة المرور