الملف الصحفي


عفوًا هذه الوثيقة غير متاحة

الراي العام - الثلاثاء 15/2/2005

المسلم: الجمعيات الخيرية أكبر وأكرم من اتهامها بالإرهاب والحكومة مع الأسف بطلة ردود الأفعال تجاه الأحداث

كتب عبدالله سالم:
 أكد عضو مجلس الأمة النائب فيصل المسلم ان «على الحكومة دورا مهما في التحرك الجاد لحفظ الأمن في البلاد، وهي للأسف بطلة ردود الافعال تجاه أي حدث يمر علينا»، مشددا على ان «جمعيات العمل الخيري والمؤسسات الدعوية أكبر وأكرم من ان تتهم بالإرهاب والتسبب فيه، فيما اعتبر الشيخ والداعية الدكتور جاسم المهلهل الياسين ان «التيار الإسلامي برموزه وعلمائه أسمى من أن تلصق به الأحداث الإرهابية»، لافتا إلى ان «الاسلام يتعامل مع حرمة النفس البشرية بمنهج الوقاية».
وتحت رعاية وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية الدكتور عبدالله المعتوق نظمت جمعية الاصلاح الاجتماعي مساء أول من أمس ملتقى الشريعة الاسلامية الثاني عشر تحت عنوان «أمن الكويت ضرورة شرعية وأمانة وطنية»، وتحدث في اليوم الاول للملتقى النائب فيصل المسلم والشيخ الدكتور جاسم مهلهل الياسين.
وعبر المسلم عن أسفه لوقوع الأحداث الأخيرة متمنيا لو ان هذه الأحداث لم تسجل في تاريخ الكويت».
كما أثنى المسلم على الجمعيات الإسلامية ولجانها الخيرية ومؤسساتها الدعوية وتياراتها السياسية على الدور الذي تقوم به وعلى افعالها وعطاءاتها ومواقفها المشهورة قائلا: هذه الجمعيات ليست في حاجة للشكر والثناء نظرا لمواقفها المشهورة ولكن نحن نثني عليها بسبب تعرض هؤلاء المرضى وأهل الاهواء لهم.
وتطاول الأقزام عليهم فنحن نقول لجمعيات العمل الخيري والحركات الإسلامية انكم أكرم وأكبر من ان تتهموا وليس بمثلكم من يطالب بالدليل وانما غيركم هو من يطلب عليه الدليل.
وأضاف: «الصراع بين الحق والباطل والخير والشر هو صراع أزلي ولن ينتهي وسيستمر ومن يزعم او يظن ان الجريمة والتطرف والإرهاب يتم التخلص منها نهائيا فهو واهم لان الصراع مع الإرهاب والتطرف هو صراع أزلي بدأ مع الرسول صلى الله عليه وسلم».
وذكر المسلم ان «الإرهاب لا يرتبط بجنسية ولا بشخص ولا بفكر معين، ولذلك يتعرض له كل الناس وإنما يدور هذا التطرف دورته كدورة الأحداث».
وأوضح المسلم انه «من أجل تحقيق الامن ينبغي اولا ان يستشعر الجميع واجبه تجاه هذا الامر فالإرهاب يجب أن يواجه بجهد مجتمعي قائم على ان الكل يزعم انه يحب هذا البلد فينبغي توجيه هذه المحبة او الوطنية إلى فعل تبدأ ترجمته من الأسرة وتحديدا ولي الأمر والذي يجب ان يحرص على ابنائه ويعلم مع من يتعلمون ومع من يتصادقون وإلى أين يذهبون، فهناك مع الاسف توجد فجوة اجتماعية بين الآباء والأبناء».
كما تحدث المسلم عن الدور الاهم والاكبر حسب قوله وهو دور الحكومة في التصدي لظاهرة الإرهاب والتطرف بقوله «أولا ينبغي ان تعلم الحكومة ان حفظ الأمن من واجبها وانطلاقا من مسؤولياتها سواء من الجانب الشرعي أو من الجانب العقلي أو حتى من جانب مواد الدستور، فالأصل في تنظيم الحكومات واختيار الناس أو تنازلهم عن حرياتهم لوضع حكومة تقودهم هو حفظ الأمن والأمان وادارة شؤون هذه البلاد فهذا أمر عام».
وأضاف: يجب أن يكون لدى الحكومة تحرك جاد، ومع الاسف حكومتنا بعيدة عنه كل البعد، فهي بطلة أو زعيمة ردود الافعال لذلك نحن نقول انه ينبغي ان يكون هناك تحرك جاد ومدروس وعلمي وفقا لخطة شاملة دائمة تدمج بين الحزم والتوعية والحوار الفكري لمعالجة كل الجوانب السلبية في المجتمع، وليس فقط عندما يحدث فعل يتحرك الكل عليه ونهمل الامور الاخرى، ولذلك مع الاسف مؤلم ان نجد من يزعم ان مواجهة هذا التطرف تكون من خلال فتح البلد والتغريب في المجتمع».
من جانبه استشهد الدكتور الشيخ جاسم مهلهل الياسين بالآية القرآنية «يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط، ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى»، فبعد ان هدأ قليلا صوت الرصاص وانتهت مرحلة الصدمة التي عاشها الشعب الكويتي وهو يرى هذه المطاردات البوليسية بين رجال الأمن وبين هذه الفئة التي ضلت سبيلها وانحرفت عن جادة الحق، وبعد ان خفت أصوات الشعب والاستنكار والادانة والتي مبعثها عاطفة وطنية جياشة وبعد ان استغلت اصوات اخرى الحدث لتصفية حساباتها السياسية مع خصومها السياسيين، ومحاولة التحريض الفاضح على التيارات الاسلامية بل وحتى على الشعائر التعبدية المحضة كالمساجد ودور القرآن.
وأكد الياسين ان «المطلوب الآن هو الارتفاع بالوحدة الوطنية وعدم الاصطياد بالماء العكر من قبل البعض من خلال محاولة اضفاء نفس حزبي أو طائفي أو شعوبي على كل حدث يحدث في الكويت، ان هذا الامر سيجعل الشارع متوترا لفترات طويلة، واستغلال سيئ لوسائل الاعلام والتعبير التي تحولت إلى سيوف تطعن في ثوب الثوابت الوطنية وتطعن المجتمع الكويتي الذي نشأ على التعاون والتعاضد والتكاتف والوحدة الوطنية».
واتهم الياسين بعض اصحاب الاقلام الذين يزورون الحقائق بقوله: نحن مع حرية الرأي والتعبير ولكننا مع حرية الرأي المسؤولة التي تطرح فكرا مدعما بالحجة والدليل والبرهان، ولا يهمنا درجة مخالفته او اتفاقه مع بقية الآراء المطروحة مادام ملتزما بالحد الأدنى من أدب الحوار، ولكننا من جهة أخرى ضد أصحاب اقلام الفتنة، فهؤلاء هم الذين يضعون النتيجة سلفا ثم يبحثون بعد ذلك عن أساليب للي عنق الحقيقة ليصلوا إلى النتيجة التي يريدونها ويعمدون إلى تجريح الفكرة ثم إلى التجريح الشخصي مع ايراد محمية من المعلومات غير الدقيقة والاستفزاز المخل من الافكار الخاصة للطرف الآخر وتشويه السمعة واختلاق الأحداث والاخبار التي لا وجود لها إلا في مخيلة كاتب هذا المقال او هذا المذيع او ذاك المحاضر.
وبرأ الياسين التيار الاسلامي من التهم الملقاة عليه بقوله: إن الاسلاميين بل والمجتمع الكويتي بكل فئاته لا يحتاج إلى دليل يثبت فيه ولاءه لهذا البلد فهو عبر التاريخ كان انموذجا للعطاء والبذل وقد اثبتت احداث الثاني من اغسطس عام 90 هذه الحقيقة ومحاولة المزايدة عليها لم تأت بنتيجة، بل ان الذي يحتاج إلى دليل يؤكد فيه ولاءه هو هذا النبت الغريب الذي ارتمى في يوم من الايام في احضان اليسار بكل الوانه وأطيافه المختلفة.
وقال الياسين ان «التيار الاسلامي برموزه وعلمائه والتحامه مع مجتمعه أسمى من ان تلصق به مثل هذه الاعمال التي هي في حقيقتها اعمال صبيانية اتت من نبت مغرور لا علاقة له بالمنهج الاسلامي الكويتي والخليجي المعروف بالعدل والتوسط لا من قريب ولا من بعيد وإنما هو مستورد كما تعرفون من أناس يعيشون في ظروف نفسية ضاغطة وتأزمات اجتماعية معقدة دفعتهم إلى مثل هذا الامر، فكتبوا ما كتبوا من مؤلفات ومصنفات من يطلع عليها يشعر بنفسية متوترة، ومتحاملة على كل فئات المجتمع إلا من يدخل في ضمن اطارهم وافكارهم.

تسجيل الدخول


صيغة الجوال غير صحيحة

أو يمكنك تسجيل الدخول باسم المستخدم و كلمة المرور