الملف الصحفي


عفوًا هذه الوثيقة غير متاحة

جريدة القبس - السبت, 3 نوفمبر, 2007 - 22 شوال 1428- رقم العدد: 12365

'سياسة الترقيع خربت البلد'
الخرافي : إذا كان في حل المجلس حل للأزمة.. فليحل

اكد رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي ان قرارات رئيس الحكومةالشيخ ناصر المحمد عليها علامات استفهام، لافتا الى ان سياسة الترقيع في ادارة البلد يجب ان تتوقف.
وكشف الخرافي في مقابلة لقناة العربية اجراها معه مراسل القناة في البلاد الزميل سعد العجمي تبث الساعة السادسة والنصف من مساء اليوم انه كان يستشار في تشكيل الحكومات السابقة وهو ما لم يتم في عملية التدوير والتغيير الوزاري الذي جرى أخيرا.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:
بداية، الخطاب الاميري الذي القي في جلسة افتتاح دور الانعقاد الثالث حمل - حسب المراقبين - صيغة تحذيرية وتضمن نوعا من عدم الرضا عما وصلت اليه علاقة السلطتين كيف قرأت ما جاء في الخطاب؟
- في ما يتعلق بكلمة سمو الامير، حفظه الله، فهي كلمة نابعة من القلب موجهة للسلطتين التنفيذية والتشريعية ولابنائه واخوانه من الشعب الكويتي، ولو نتمعن بالكلمات التي القيت من سموه، حفظه الله فهي كلمات حريصة على ان يكون هناك تنسيق بين السلطتين، كلمة بينت حرص سموه على استقرار الكويت واهمية هذا الاستقرار، وتركزه على الجوانب التي يجب ان تؤخذ بالاعتبار كالامن والاوضاع الاقتصادية والتنمية، ولهذا اعتقد ان هذه الكلمة اتت في وقتها والكل كان بحاجة ان يسمعها من رأس الدولة.
خلال الكلمة قال سمو الامير انه لن يسمح لبعض الممارسات الديموقراطية المنحرفة وانه لن يسمح بالاحرى للبعض باستغلال الحرية المتاحة في الكويت لضرب الوحدة الوطنية، هل تعتقد ان الممارسات التي حدثت أخيرا في مجلس الامة كانت في هذا الاطار الذي جعل سموه يحذر منه؟
- انا لا أعتقد ان سمو الامير كان يقصد حدثا معينا، ولو انه ليس لي حق ان اتكلم عن سموه ولكن اتكلم عما فهمته من رسالة سمو الامير، كان يتكلم بصفة عامة وعن كل ما يتعلق بالمواضيع التي قد تمس وحدة الكويت واستقرارها.
ولكن انت بصفتك وشخصك مقرب ايضا من المرجعية العليا، هل لمست خلال لقاءاتك وخلال حديثك معهم ان القيادة السياسية غير راضية عن الممارسات التي تحدث.
- انا لا اعتقد انه من خلال قربي او بعدي استطيع بان احدد مثل هذا الجواب، ولكن اعتقد مثل ما قلت لك بما نشعر به جميعا ان سمو الامير حريص على البلاد وشي طبيعي ان يكون رئىس الدولة حريص على البلاد وشي طبيعي ان يحرص على الرغبة في التنسيق بين السلطتين.
في كلمتك خلال الافتتاح حملت الحكومة جزءا مما يحدث وقلت ان العمل الوزاري غير متضامن والانجاز الحكومي يتأخر كثيرا هل هذا تبرئة لساحة مجلس الامة والقاء التبعية على الحكومة؟
- لم اتكلم عن جزء واحد فقط، انا اعتبر ان الحكومة والمجلس جزآن مكملان لبعضهما البعض ودائما اردد بأن الحكومة والمجلس وجهان لعملة واحدة وبالتالي كانت ملاحظاتي للطرفين بتغيير المستوى ولكن لابد من ان اؤكد في مثل هذا اللقاء ان دور الحكومة اكبر بكثير لانها هي السلطة التنفيذية وهي المسؤولة عن الجوانب التي ينتقدها فيها النواب، ايضا ولو تذكر في الكلمة كنت اتكلم بأن يجب الا نحمل المجلس فقط المسؤولية.
وبالذات في هذه الفترة المهمة، واتهام المجلس وحده بأنه هو الذي يعرقل او يؤزم ليس صحيحا بقدر ما ان الحكومة ايضا هي شريكه فيما يحدث من مواضيع تتعلق بهذا التأزيم والتوتر.
حل كلي
قلت في كلمتك ان عملية الاصلاح الشاملة تحتاج الى حل كلي وليس جزئيا وقلت ايضا ان التأخير في هذا الحل سيدخل العلاقة بين السلطتين في مرحلة اشد تعقيدا، ماذا تقصد؟
اقصد أن الحلول الجزئية هي التي خربت اوضاعنا.
تعني سياسة الترقيع؟
- نعم هذه السياسة يجب ان تتوقف وبالتالي يجب ان يكون اي علاج علاجا شاملا وحتى اكون واضحا اكثر حل مجلس الامة قد يكون حلا جزئيا ولكن هل تنتهي هذه المشكلة بحل مجلس الامة اذا ما كانت هناك ايضا معالجة شاملة بما يتعلق بأوضاع الحكومة وكيفية معالجة المشاكل التي تنتج عن الحكومة فهي ايضا شريكة في هذه المسؤولية.
اختيار الوزراء
ما هي الجزئية التي يمكن ان تحل فيما يتعلق بالجانب الحكومي، الية اختيار الوزراء مثلا؟
- اولا التركيز على برنامج الحكومة، ما في جدية لاهمية هذا البرنامج وبالتالي وبالتبعية متى ما كانت هناك جدية في برنامج الحكومة ستكون ايضا جدية في اختيار من سينفذ هذا البرنامج وايضا بالتبعية سيكون هناك التزام في حالة عدم تنفيذ هذا البرنامج وهناك ايضا محاسبة سواء كانت من رئيس الوزراء لمن لا ينفذ او من المجلس كسلطة تشريعية مطلوب منها هذه الرقابة والمتابعة.
عهدتك صريحا الاخ الرئيس، هل ترى ان هناك صراع اقطاب خارج الحكومة والمجلس يؤثر ويتحكم في اختيار الوزراء وربما الى ما هو ابعد من ذلك؟
- اخي الفاضل اذا تعرفني بأني صريح ومن الذين يقولون كلمة الحق، فإني اقول هذه اعذار، حنا مثل ما نقول اللي 'بقلبه الصلاة ما تفوته' واللي امامه مسؤولية يستطيع ان ينفذها، اما ان يتعذر بأن هذا يحاربه او هذا يعرقله او هذا وزير تأزيم ويجب ازالته هذه بالنهاية اوضاع لا يمكن ان تحسم الا بقرار.
عن اي قرار تتحدث؟
- القرار في قناعة من يتخذ القرار ولا يشوش عليه من ينقل له هذه الآراء والنصائح وتكون هناك قرارات متناقضة، هذا اللي اوصلنا لما وصلنا اليه.
هل يشوش على رئيس الحكومة؟
- اسأله، اما قراراته فعليها علامة استفهام، لما اجد بأنه في خلال فترة قصيرة لم تحدث في تاريخ الكويت يكون هناك تشكل لاربع او ثلاث حكومات متتالية وعندما ارى كرئيس للسلطة التشريعية ان هناك استجوابات لهذا العدد الكبير من الوزراء خلال هذه الفترة القصيرة وكلها تنتهي بالاستقالة او التدوير ماذا يدل عليه هذا؟ الا يحتاج مثل هذا الوضع الى اعادة النظر وتقييم ما يتم من اجراءات تتخذ.
تقصد تعيين رئيس حكومة جديد مثلا؟
- هذا شيء مو من اختصاصي ويربطني برئيس الوزراء علاقة اخوة ومحبة وصداقة، وهو من الرجال الذين لهم مكانة في الاسرة والشعب الكويتي، ولكن انا اتكلم عن ما يجب ان يتم علاجه سواء من رئيس الوزراء او من سمو الامير الذي هو مسؤول عن السلطات كلها.
ربما في اطار حديثك هذا نستشف أيضا ان عملية تأخير اعلان التغيير والتدوير الحكومي كان احد اسباب المشكلة والتوتر الذي حدث؟
- حرصا على وقتكم ما دخلت في كل التفاصيل ولكن كان هناك الكثير من الملاحظات عليها.
ألم تستشر في عملية التدوير الأخير؟
- لا لم استشر.
كنت تستشار في حكومات سابقة؟
- نعم في السابق كنت استشار، اما ما حصل فيما يتعلق بالتشكيل الأخير فقد بلغت عندما انتهى التشكيل وهذا حق رئيس الوزراء لا جدال فيه ولكن ايضا فيما يتعلق بموضوع تشكيل الحكومة نعم كان من الواجب ان يحدث حينما حصل الفراغ الذي حصل من عدد الوزراء وكان بالامكان انهاؤها خلال فترة الصيف والمجلس بإجازة.
انسحاب عدد من النواب احتجاجا على أداء الوزراء الجدد للقسم، هل تعتقد انه كان اجراء تصعيديا؟
- أخي الفاضل النائب مادام كان يتصرف بحدود حقه الدستوري واللائحة فلا خلاف على ذلك. انسحاب اي نائب في اجراء معين له ان يبديه ويجب الا نعتبره نوعا من التأزيم او التأجيج لأنه هو نوع من التعبير عنها بطريقة صحيحة سليمة دون اثارة او اساءة والمحافظة دائما على أدب الحوار لأن الإخوة الوزراء الموجودين هم في النهاية زملاؤنا ومن مجتمعنا ويجب الا نسيء اليهم في الكلام. اما التصرف كالانسحاب او التعليق على ما دار من حوار هو حق مشروع للسلطة التشريعية ولكن غير المسموح هو الاساءة والخروج عن أدب الحوار.
تقصد ما حدث بين النائب ضيف الله بورميه ورئيس الحكومة؟
- نعم على سبيل المثال.
لننتقل الى الملف الاقليمي كيف تقيمون مسيرة العلاقات الخليجية في ظل هذا الوضع الاقليمي الشائك الميحط بهذه المنطقة هل مستوى التنسيق الخليجي مواكب لخطورة واهمية المرحلة التي تمر بها المنطقة؟
- قلت في أكثر من مناسبة فيما يتعلق بموضوع تعاون دول مجلس التعاون أنا على يقين انه ليس على مستوى طموح شعوبنا ولكن وبأسباب هذه الأحداث التي تحدث الآن نحن في أشد الحاجة إلى مجلس التعاون وفي أشد الحاجة الى التنسيق الدائم لهذه الأحداث وفي أشد الحاجة إلى وحدة الكلمة والتنسيق فيما بيننا لمواجهة مثل هذه الأحداث، لا مجال الآن للدول الصغيرة لمواجهة هذه الأحداث وحدها ولا يمكن أن نواجه هذه الأحداث من دون أن يكون هناك تنسيق جماعي لدول مجلس التعاون، فالرغبة والحاجة والهدف يجب أن تكون لتشجيع مثل هذا المجلس ودعم وإبراز أهمية استمراره ولكن ربما فيما يتعلق بعملية الاجتماع القادم القريب لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون أتمنى أيضا أن يكون هناك إسراع فيما فيه مصلحة ربط المصالح المشتركة لشعوب المنطقة، نحن لا نزال متأخرين في هذا الاتجاه وأتمنى أن يكون هناك تركيز على الأقل للبدء في الحملة المشتركة وأتمنى ايضا ألا ننتظر لكي يكون هناك إجماع، بالإمكان أن نبدأ بمن هو قابل ومستعد ومن هو راغب في التأخير فبالإمكان أن ينضم فيما بعد مثلما حصل في أوروبا عندما أصدروا عملة اليورو، كما أتمنى لهم التوفيق في هذا الاتجاه باجتماعهم المقبل.
ربما يكون الملف الإيراني أكثر الملفات الشائكة في المنطقة التي هي بالتالي هي الأكثر تهديدا لدول الخليج، تصريح لمسؤول إيراني كبير قبل يومين يقول فيه إن قوات الحرس الثوري الإيراني ربما تهاجم مصالح أميركية موجودة في دول الخليج لو تعرضت إيران لأي هجمات، هل تعتقد ان مثل هذا التصريح موفق في مثل هذا الوقت تحديدا؟
- أخي الفاضل أولا يجب أن نحرص من التصريحات غير الموثقة ويجب ألا يكون هناك تعليق على تصريح لم نتأكد من صحته ولكن ما أستطيع أن أؤكده انه فيما يتعلق بالتصريحات حتى لو لم تصدر عن جهة رسمية إلا أن التصريحات يجب أن تدرس بعناية وفي حالة عدم مصداقيتها فيجب أن تنفى بسرعة حتى لا يكون هناك ردود فعل على شيء خاطئ.
التصريح صدر قبل يومين والجانب الإيراني لم ينفى رسميا؟
- لذلك أؤكد اذا لم يكن هناك تصريح غير صحيح فيجب أن يكون هناك رد واضح، وأنا إذا ما خانتني الذاكرة فلقد قرأت شيئا مشابها وهو انه لم يكن هناك قصد للإساءة لأي دولة خليجية، وإيران كانت حريصة على دعم التعاون مع دول مجلس التعاون ولا أرى أي سبب لعدم تصديق مثل هذه التصريحات التي أيضا سمعتها شخصيا من مسؤولين ايرانيين، لكن ايضا مثلما ذكرت لك قبل قليل، لابد ان يكون هناك تنسيق ليس في ما يتعلق بموضوع ايران فقط، لكن ايضا في ما يتعلق بموضوع العراق، والا تكون لدينا سياسات مختلفة كدول مجلس التعاون.
هل لمست وجود سياسات خليجية مختلفة تجاه العراق؟
- قد يكون، ولكن يجب ان يكون هناك تركيز اولا على ان نعمل جميعا على استقرار العراق، وان نعمل جميعا على معالجة الفتن المتواجدة في العراق، عبر التنسيق الجماعي مع دول الجوار في العمل على استقرار العراق، وبالذات ايران وتركيا ودول مجلس التعاون، وكيفية دعم التجمعات العراقية، وبالذات الحكومة العراقية لكيفية ايجاد الاستقرار والعمل على هذا الاستقرار، ايضا التركيز على الدول المتواجدة داخل العراق في ايضاح السياسات الخاصة بها في كيفية ايجاد هذا الاستقرار، والحرص على عدم التخبط في قراراتهم في ما يتعلق بهذه الاجراءات.
كيف تقيمون الوضع في لبنان؟
- انا على ثقة بان الاشقاء في لبنان سينظرون الى مصلحة لبنان وسيصلون الى نتيجة، ولمعرفتي ايضا شخصيا بدولة الرئيس نبيه بري ومحاولاته الجادة في تقريب وجهات النظر، وانا متفائل بان الجميع سوف يضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار.
هل تدخلت لدى الرئيس نبيه بري بحكم العلاقة الشخصية، هل دفعت بهذا الاتجاه؟
- انا اعتقد ان الدور الذي يقوم به دولة الرئيس نبيه بري، والاشارات التي اراها الان من الاخ سعد الحريري والكثير من الاخوة المتواجدين في لبنان، وايضا الدول المحبة للبنان وحرصها على دعم وايجاد الحلول لمثل هذه الاوضاع، انا اعتقد باذن الله انهم سيصلون الى نتيجة جماعية، ومن الدلائل التي اعطتني هذا التفاؤل هو اجماعهم على تأجيل الاجتماع النيابي وعدم اثارة زوبعة في ما يتعلق بموعد اختيار رئيس جديد.
الملف الفلسطيني.. كيف ترى الوضع هناك ونحن على ابواب مؤتمر دولي للسلام؟
- الوضع هناك على عكس لبنان، اللبنانيون حريصون على لبنان، أما مشكلة الاشقاء في فلسطين فهي كارثة، لان المشكلة هي مشكلة فلسطينية - فلسطينية، والخلاف موجود الان بين الفلسطينيين وما من احد مستفيد منه غير الاسرائيليين، اتمنى ان تكون هناك جدية لتوحيد الكلمة الفلسطينية استعدادا لاي لقاءات او مؤتمرات دولية لما فيه مصلحة فلسطين.
هل ترى ان العقبة في فلسطين داخلية اكثر منها خارجية؟
- اخي الفاضل، المشكلة ان هناك طرفين وكل طرف له ثقله، طرف له مكانته التاريخية وهو رئيس السلطة الفلسطينية، وما يمثله من نظام تابع لفتح، ورئيس الوزراء الذي انتهت مهمته وهو يمثل ايضا ثقلا شعبيا نتيجة لانتخابه شعبيا، وكلا الطرفين له ثقله الشعبي، وبالتالي يجب الا نتلاعب بالشعب الفلسطيني ويجب ان تكون هناك جدية لمعالجة مثل هذه الخلافات لما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني اولا، والتوصل الى نتيجة لصوت واحد حتى لا يكون هناك تفكك لمواجهة مثل هذه المواقف.

تسجيل الدخول


صيغة الجوال غير صحيحة

أو يمكنك تسجيل الدخول باسم المستخدم و كلمة المرور