جريدة القبس - الجمعة, 25 اغسطس, 2006 - 01 شعبان 1427- رقم العدد: 11936

مقومات حقوق الإنسان دعت إلى محاسبة الشركات الظالمة.
يوسف الصقر: انتهاك حقوق العمالة يشوه صورة الكويت عالميا

دعا عضو مجلس ادارة الجمعية الكويتية للمقومات الأساسية لحقوق الانسان د.يوسف الصقر الحكومة الى التحرك الجاد على جميع المستويات لحماية الحقوق الانسانية للعمال، مشيرا الى ان مشاهد العمال المضربين بسبب تأخير الرواتب أو عدم التزام الشركات بالعقود مازالت تتكرر في وسائل الإعلام، وبدل ان تعالج الشركات هذه المشكلة اتخذت تدابير عقابية ضد العمال المضربين حسبما نشر في الصحافة المحلية.
وأكد في بيان ان عدم تحرك المعنيين بالمستوى المطلوب هو مشاركة في هذا الانتهاك لحقوق العمال الانسانية التي كفلها لهم الاعلان الاسلامي لحقوق الانسان والمواثيق الدولية ذات الصلة، فالقضية مازالت تتكرر بصور مشينة ومسيئة لسمعة الكويت محليا وعالميا، وطالب كل من لا يستطيع مواجهة المماطلين من الشركات بترك المجال لمن لا يخافون في الله لومة لائم، فالكويت فيها من الرجال من لا يخشى في الله لومة لائم، فالظلم ظلمات يوم القيامة ودعوة المظلوم لا ترد كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وزاد بأن كل سكوت عن هذه الانتهاكات هو مشاركة فيها.
وقال الصقر ان الاعلان الاسلامي لحقوق الانسان الذي وقعت عليه دول منظمة المؤتمر الاسلامي ومنها دولة الكويت ينص في المادة الثالثة عشرة منه على ان 'العمل حق تكفله الدولة والمجتمع لكل قادر عليه، وللانسان حرية اختيار العمل اللائق به، مما تتحقق به مصلحته ومصلحة المجتمع، وللعامل حقه في الأمن والسلامة وفي الضمانات الاجتماعية الأخرى كافة، ولا يجوز تكليفه بما لا يطيقه، أو اكراهه، أو استغلاله، أو الاضرار به، وله ـ من دون تمييز بين الذكر والأنثى ـ ان يتقاضى اجرا عادلا مقابل عمله من دون تأخير، وله الاجازات والعلاوات والترقيات التي يستحقها، وهو مطالب بالاخلاص والاتقان، واذا اختلف العمال وأصحاب العمل فعلى الدولة ان تتدخل لفض النزاع ورفع الظلم واقرار الحق والإلزام بالعدل من دون تحيز.
وتساءل الصقر: لا يمر شهر الا ونسمع فيه صرخات المظلومين من العمالة، وتملأ صور وجوههم الحزينة والغاضبة الصحف المحلية، فماذا فعلت الاجهزة الحكومية تجاه هذه المظالم، ومتى يتوقف مصاصو دماء الضعفاء عن الظلم، ألا يخشون الله، فالله يملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته.
وذكر الصقر الحكومة الكويتية بقول الخليفة الأول أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ حين قال: 'الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ حقه له، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه'.
وطالب مجلس الأمة من خلال لجنة حقوق الانسان البرلمانية بفتح هذا الملف المتخم بالمخالفات وتطهيره من رجس الظلم والظالمين، كما اقترح على جمعية المحامين الكويتية وهي التي عودتنا على المواقف الانسانية بتحريك دعاوى قضائية ضد الشركات المنتهكة لحقوق الانسان وضد الجهات والشخصيات التي تقاعست عن محاسبتهم.