الملف الصحفي


عفوًا هذه الوثيقة غير متاحة

جريدة الوطن - الأثنين26-03-2007

أكد أن الاهمال فيه تسبب في انتشار الأمراض الوراثية
د. بسام الشطي: لابد من تشريع قانون يلزم بالفحص المبكر للمقبلين على الزواج

كتب فواز العجمي:
اكد استاذ الشريعة والدراسات الاسلامية في جامعة الكويت الدكتور بسام الشطي على ضرورة الحزم في تطبيق قوانين تلزم باجراء الفحوصات الطبية قبل الزواج مبينا ان مثل هذا الاجراء من شأنه بعد توفيق الله التخفيف من الامراض الوراثية التي زادت الاصابة بها في الآونة الأخيرة.
وقال الدكتور الشطي انه وصل عدد الاطفال المعاقين بسبب بعض الامراض الوراثية منها (الثلاسيميا) الى 650 طفلا وفي كل عام نفقد من 5ـ4 اطفال وخلال الاعوام العشرة الماضية فقدنا 1565 طفلا بسبب تلك الأمراض الوراثية الخطيرة.
فالله تبارك وتعالى امر الشباب والفتيات بالزواج ليحصنوا انفسهم ويكثروا من النسل (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم) وقال (يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أحصن للفرج وأغض للبصر).
وبين ان الإسلام أمر المتزوج ان ينظر الى ما يؤدي للزواج من البنت ومنها السلامة والصحة (لا يدخل ممرض على سليم) وقال (فر من المجذوم فرارك من الأسد) وبما ان الاصل في الزواج الاستمرار والاستقرار وايجاد جيل فيه الدين في الأبدان فلابد من اجراء الفحوصات الطبية اللازمة التي تؤخذ على كلا الزوجين وفائدة ذلك العلم بالمريض ومن يحمل المرض الذي قد يسبب له اعاقة دائمة او طارئة او قابلة للعلاج والتحكم ويمكن ان يتدارك نفسه بالعلاج والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (تداووا ياعباد الله ما أنزل الله من داء إلا وأنزل معه دواء علمه من علمه وجهله من جهله).
واضاف انه حتى تخف نسب الطلاق بسبب الامراض الوراثية والذي يقدر بعشر حالات شهريا من أصل 200 حالة زواج يوميا فهذا شخص عقيم واخر يحمل المرض وزوجته فينجبون اطفالا معاقين واوصاهم الطبيب بعدم الحمل بعد ان رزقوا 4 أطفال وكلهم لم يعمروا الا اقل من 6 سنوات او اكثر بقليل ثم يتوفاهم الله. او اخر يعيش في المستشفى بين نقل الدم وتغييره وحياته قائمة على ذلك.
وأوضح الدكتور الشطي ان الفحص ليس بدعة بل الدولة تستخدمه لفحص العمالة الأجنبية القادمة والذي لا تتوافر فيها شروط الصحة يرجع الى بلاده، وكذلك فحص القيادة على السيارة يشترط الفحص الطبي والذي يكتب عليه غير لائق لا يتمتع بهذه الرخصة، وكذلك كل موظف وموظفة تجري عليهم الفحوصات اللازمة والذي يكتب على تقريره غير لائق للعمل يرفض. متسائلا أيهما أحق بالفحص الحياة الزوجية التي يكون فيها الميثاق الغليظ والسعادة والاستقرار أم فحص العمل والقيادة؟
وبين ان الكويت بإجرائها لهذه الفحوصات لن تكون الأولى فسبقتنا دول اسلامية في السعودية والامارات والبحرين وغير اسلامية مثل فرنسا وغيرها..
والأصل في الدول ان تتخذ الحيطة والحذر بما يتوافق مع الشريعة، فالله سبحانه يقول: (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) ويقول عليه الصلاة والسلام: (لا ضرر ولا ضرار) وفي الآية (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) موضحا ان طاعة ولي الأمر واجبة (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) فالطفل منذ ولادته يكلف الدولة عشرة آلاف دينار كويتي سنويا ويتضاعف عندما يكبر في كل سنة. فالدولة لم تبخل على مواطنيها ولا على المقيمين على أرضها ولكن اذا عرف السبب وأزيل خير (فالوقاية خير من العلاج).
وأضاف ان الجمعية الطبية بجميع أفرادها من الجسم الطبي عليهم بالتوعية من خلال أفلام تحاكي ضمائر البشر بالحالات الحقيقية وهي تتكلم وأولياء أمورهم الذين وقعوا ضحية عدم الفحص الطبي وكذلك الاطفال ايضا الموجودون في مستشفى الصباح ويرفضون العيش في مكان آخر رغم انهم كبروا في السن ولكن تآلفوا وترعرعوا على ذلك. واذ افقد منهم أحد يؤثر تأثيرا على نفسياتهم وتتدهور حالتهم بسبب هذه الأمراض، مبينا انه يجب على العلماء وطلبة العلم بيان الحكم الشرعي وفائدة الفحص الطبي قبل الزواج حتى تكون الوقاية قبل العلاج.
وطالب وزارة العدل بإضافة مادة على شروط اتمام العقد تلزم بالفحص، بالاضافة إلى دور مجلس الامة التشريعي وهذا في النهاية يصب في حماية المجتمع والاسر «تخيروا لنطفكم فان العرق دساس». موضحا: هذا لا يعني ان العقيم لا يتزوج بل يتزوج ولكن يجب الا يكتم هذا الخلل وايضا هناك امراض وراثية لا تحدث اخلالا في شرط الزواج مثل السكر والضغط والصلع او بقع جلدية.
وبين ان هناك فحصا اختياريا يكون على الايدز والادمان وبعض الامراض الجنسية مثل (العنة) وغيره، فالاصل هي الامانة والصدق حتى يبارك الله في الزواج وليس الكتمان قال تعالى: (ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه آثم قلبه).
ولا شك ان الاطباء الذين أدوا القسم الطبي يتعاملون بسرية تامة مع هذه الحالات والقصد هو ان يصلح للزواج او لا يصلح ثم يعطى التقرير حتى يعالج او يخبر من يتقدم اليهم وايضا حتى يحرص على الا يتزوج من امرأة حاملة لنفس المرض فاذا تزوج رجل حامل للمرض باخرى سليمة لم يخرج ابناؤه ان شاء الله تعالى ـ حاملين هذا المرض.
مبينا انهم بتأخرنا عن اصدار هذه الوثيقة سيعيش بيننا اطفال معوقون بسبب هذه الامراض الوراثية فعلينا كافراد واسر وسلطات تشريعية وتنفيذية الاستعجال باجراء الفحوصات رحمة بأجيالنا القادمة.

تسجيل الدخول


صيغة الجوال غير صحيحة

أو يمكنك تسجيل الدخول باسم المستخدم و كلمة المرور