الملف الصحفي


عفوًا هذه الوثيقة غير متاحة

جريدة القبس - الاثنين, 31 ديسمبر, 2007 - 21 ذوالحجة 1428- رقم العدد: 12421

قضية الأسبوع
إبعاد المرأة عن مواقع صنع القرار!

المستعجلون على إخراج المرأة من موقع صنع القرار.. يحاولون أن يستهلوا عام 2008، بدفع وزيرة التربية نورية الصبيح إلى الاستقالة.. بعدما عمدوا طوال الشهور الماضية إلى محاولة حرقها سياسيا.. عبر تصيد الأخطاء الصغيرة.. الخارجة عن مسؤوليتها المباشرة.. والتي يمكن علاجها بالقرارات التي يتضمنها القانون ليأخذ المخطئ والمقصر والمسبب بحدوث هذه الأخطاء جزاءه العادل.. وتسير الأمور في مجراها الطبيعي.. لكن هؤلاء المستعجلين عملوا عن سابق تصور وتصميم وانطلاقا من نوايا مبيتة تجاه المرأة الكويتية بعد أن قبلوا على مضض نيلها حقوقها السياسية عملوا 'من الحبة قبة'.. وضخموا تلك الأخطاء.. وربطوها بالأخلاق للإيحاء بأن الوزيرة ليست أمينة على تربية النشء.. ولذلك أثاروا بكثير من الضجيج قضية أحد الكتب الذي تم دسه ربما عمدا في معرض للكتاب في إحدى الكليات.. واستبقوا التحقيق حول تحرش أحد الحراس الجنسي باثنين من تلامذة إحدى المدارس.. ليشعلوا الحرائق في وجه الوزيرة نورية الصبيح حتى يصلوا إلى مبتغاهم.. وهو بالتأكيد ليس الاقتصاص من ذلك الجاني الذي حاول ارتكاب تلك الفعلة الشنيعة والجريمة القبيحة.. إنما 'تطهير' الحكومة ومجلس الأمة من وجود امرأة..
لم يحاول أحد التشكيك في كفاءتها ومقدرتها على إدارة شؤون الوزارة..
ولم يحثها أولئك المستعجلون على إصلاح المناهج التعليمية التي يعلن الكثيرون أنها متخلفة.. وخارج العصر ومعطياته..
ولم يسألها أحد عن مستوى المدرسين الذين نوكل إليهم تعليم وتربية الأبناء..
ولم يطالبها أحد أن تعمل على تحسين المباني المدرسية وتوسيعها لاستيعاب الزيادات السنوية من الطلاب في مختلف المراحل.
ولكن كل ذلك ليس مهما.. المهم أن لا تمتد يد الوزيرة لإصلاح ما أفسده الدهر في المناهج.. ولا تحاول أن تمس بعض مراكز القوى في إدارات الوزارة وبعض المدارس.. حتى وصل الأمر قبل سنوات بأحد النظار الذين يعتبرون الموسيقى محرمة إلى رفض عزف النشيد الوطني في 'مدرسته' كأنها ملكه الخاص.. وآخرون ألغوا الاحتفال بالعيد الوطني..
المهم أن تبقى نورية الصبيح على موقفها بالاستعداد للصعود إلى المنصة في يوم الاستجواب.. لترد كما وعدت على محاور الاستجواب بالحجة والمنطق والوقائع.. لعلها بذلك تثبت أن استجوابها لم يكن حرصا على التعليم إنما لغايات في نفوس أولئك المستعجلين على إخراجها كي لا يكون للمرأة الكويتية أي دور أو مشاركة في صنع القرار.. وأن إقرار حقوقها السياسية لن يكون قابلا للتحقيق إلا للاستفادة من أصوات النساء..

تسجيل الدخول


صيغة الجوال غير صحيحة

أو يمكنك تسجيل الدخول باسم المستخدم و كلمة المرور