الملف الصحفي


عفوًا هذه الوثيقة غير متاحة

الراي العام - الخميس 10/2/2005

العطية: نعم لتطوير مناهجنا وللتربية الإسلامية الوسطية وللمعلم... والمجتمع الوسطي... فليس هناك أبيض أو أسود

كتب خالد المطيري ومخلد السلمان وطلال العنزي ونواف نايف:
 أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية على أهمية تطوير المناهج الدراسية بما يرسخ مبدأ الوسطية والاعتدال، مشددا على عدم استثناء مناهج التربية الاسلامية من عملية التطوير، على اعتبار انها أحد أهم المدخلات المسؤولة عن بناء انسان الحاضر والمستقبل.
وقال العطية في تصريح صحافي عقب لقائه رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي امس ان تحصين مجتمعنا من التطرف الفكري والفهم الضيق والممارسات الخاطئة لا يكون الا بوجود نظرية شمولية للتطوير وفق رؤية واضحة وادارة قوية ومحترفة، مؤكدا ان التطوير المستمر للمناهج بات اليوم خيارا استراتيجيا للجميع.
وحول زيارته رئيس مجلس الأمة والمباحثات التي دارت بينهما، قال العطية: «في الواقع انني دائما عندما أزور الكويت أقوم بزيارة رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي، ونتبادل الرأي ووجهات النظر حيال العمل الخليجي المشترك والسبل الكفيلة بدعم وتفعيل مجالات التعاون، الى جانب القضايا السياسية التي تستجد في أي مرحلة نلتقي فيها»، مؤكدا ان «الهم الخليجي والهاجس الأمني وتفعيل مجالات التعاون المشترك والأوضاع المحيطة بالمنطقة في العراق والوضع في فلسطين وما يتعلق بالجوانب المتصلة بتلبية طموحات المواطن الخليجي في الرفاهية والأمن والاستقرار، كانت محور حديثي مع أخي جاسم الخرافي».
وحول رأيه في المؤتمر الدولي للارهاب الذي عقد أخيرا في الرياض، أكد العطية ان المؤتمر كان ناجحا بكل المقاييس ومقترح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله فيما يتعلق بإنشاء مركز دولي للارهاب كان أحد وأبرز هذه النجاحات، وقد أيدت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي هذا المقترح، ومجمل التوصيات التي أقرت في المؤتمر هي محط اهتمام وعناية من قبل الأمانة العامة»، مشيرا الى «ان المؤتمر كان ناجحا».
وحول دور مجلس التعاون في تفعيل قرارات المؤتمر والإجراءات التي يتخذها للقضاء على ظاهرة الارهاب أجاب العطية بقوله: «ان مواقف مجلس التعاون ليست وليدة لحظتها وليست وليدة الصدفة، فهناك ثوابت لمجلس التعاون في نبذ الارهاب في كافة أشكاله وصوره، وأيا كانت دوافعه، وقد اكدت بيانات المجلس الوزاري والمجلس الأعلى في كافة الدورات السابقة وحتى قمة البحرين على ضرورة مكافحة هذه الآفة العالمية المرفوضة، وما وجود الاجراءات التي تتخذ في بعض دول المجلس، لاسيما المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، وكذلك الدور الرائد للأجهزة الأمنية الا دليل على الحرص الكامل لدول مجلس التعاون على مكافحة هذه الآفة وهذه الظاهرة البغيضة».
وأكد العطية «ان الأمانة العامة وبقرار من أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون تم استحداث قطاع جديد يعنى بالشؤون الأمنية، وضمن هذا القطاع هناك ادارة مختصة بمكافحة الارهاب من حيث البحث وتقديم الرأي والمشورة فيما يتصل بهذا الجانب»، مشيرا الى «ان الهيئة الاستشارية والتي تضم ثلاثين عضوا قد أحيل اليها موضوع الساعة وهو موضوع مكافحة الارهاب من قبل القمة الخامسة والعشرين التي عقدت في المنامة أخيرا».
وأضاف العطية «ان الدور الذي تقوم به الأمانة العامة ومجلس التعاون على المستوى الأعلى والوزاري والمستويات الأخرى، لاسيما لجنة التعاون الأمني، هي أمور ملموسة وهناك تنسيق وتبادل معلومات بين الدول»، مشيرا الى «ان الأمانة العامة لمجلس التعاون هي طرف في هذا الموضوع».
وحول اعلان دولة الامارات العربية المتحدة توقيع اتفاقية اقتصادية بشكل منفرد مع الولايات المتحدة وأثرها على توجه دول المجلس في تعزيز التكامل، قال العطية «ان هذا الأمر بحث في قمة المنامة والموضوع محال الى لجنة التعاون المالي والاقتصادي»، مؤكدا «ان الأوضاع الحالية لا تحتمل أي تباينات أو تصعيد في أي جانب من الجوانب، فالمنطقة ودول المجلس حريصة كل الحرص على التضافر والتكاتف والتضامن وهذا ما يجب ان يحفظ الأولويات».
وقال العطية ردا على تعليق النائب وليد الطبطبائي حول تعديل المناهج في دول المجلس، وخاصة فيما يتعلق بمادة التربية الاسلامية «نقدر أعضاء مجلس الأمة وعلى رأسهم الرئيس الخرافي وبالنسبة لتعليق الطبطبائي انا اتفق ان الاسلام هو منهج حياة متكامل، فهو دين عبادات ومعاملات وأخلاق وما دعوت اليه هو الوسطية والاعتدال عند تطويرنا لمنهج التربية الاسلامية بجميع عناصره كتابا ومؤلفا ومعلما»، مشيرا الى «ان الوسطية والاعتدال هما مفتاحا الحل للتربية الاسلامية».
وأكد العطية «ان ما ذهب اليه من ضرورة بناء جيل متمسك بهويته وعارف لحقوقه وواجباته وقادر على التفاعل الايجابي مع مجتمعه ومنفتح على العالم بثقافاته، وان التطوير المستمر للمناهج بات اليوم خيارا استراتيجيا لجميع الأمم التي نريد ان يكون لها مكان على الخارطة العالمية والتطوير الذي أعنيه يجب ان ينال جميع المناهج التعليمية ولا نستثني من ذلك مناهج التربية الاسلامية فهي احد أهم المدخلات المسؤولة عن بناء انسان الحاضر والمستقبل والشعوب وان قدرة الأمم الشعوب تقاس بمقدرتها على مراجعة أوراقها الداخلية واصلاح منظومتها التنموية لتحقيق النهضة المنشودة».
وشدد العطية على أهمية ان تكون الشمولية وفق رؤية واضحة وإرادة قوية وإدارة محترفة، مشيرا الى انه في هذه الحالة فإن هذا الاصلاح أو التطوير سيساهم في تحصين مجتمعاتنا من التطرف الفكري والفهم الضيق والممارسات الخاطئة.
وقال: «هنا يبرز بشكل جدي وجلي دور التربية الاسلامية في تعزيز الوسطية والاعتدال، ولا يمكن ان يعزز هذا الدور إلاّ من يؤمن به ويمارسه لجميع أموره»، مؤكدا أهمية تطوير المناهج الدراسية، وقال «نعم لتطوير مناهجنا ونعم للتربية الاسلامية الوسطية ونعم للعالم الوسطي ونعم للمعلم الوسطي والمجتمع الوسطي وليس هناك أبيض أو أسود».
على صعيد متصل، أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي «عملية التطوير الشامل التي تميز بها اجتماع وزراء التربية الخليجيين الـ 18»، مشيرا الى ان «هذه الخطة ستشكل نقلة نوعية في التعليم المشترك في دول المجلس خصوصا بعدما أكدها المؤتمر أمس والتي جاءت نتيجة بحث وعمل دؤوب من قبل نخبة من أبناء دول مجلس التعاون صاغوا المشروع واعتمد بقرار من قادة مجلس التعاون».
وذكر العطية في تصريح للصحافيين على هامش اختتام المؤتمر العام الـ 18 لوزراء التربية الخليجيين ان «تجارب دول مجلس التعاون ستؤخذ عند تطوير التعليم في دول الخليج بانشاء مركز للغة العربية وهو إحدى ثمرات ذلك القرار الهادف والذي تم اقراره من قبل الوزراء والذي ورد في التقرير الخاص بتطوير التعليم».

تسجيل الدخول


صيغة الجوال غير صحيحة

أو يمكنك تسجيل الدخول باسم المستخدم و كلمة المرور