الملف الصحفي


عفوًا هذه الوثيقة غير متاحة

الوطن   - الخميس 24/2/2005

ناصر المحمد: استراتيجية جديدة لتجفيف منابع الإرهاب فكراً وتمويلاً

القاهرة ـ كونا: أكد وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ ناصر محمد الاحمد الجابر الصباح ان المعركة ضد الارهاب ستكون طويلة ومريرة لكن المواجهة محسومة لصالح قوى السلام والاعتدال والمحبة والتسامح واندحار قوى التطرف والارهاب والحقد والجريمة.
وقال الشيخ ناصر المحمد فى مقابلة مع مجلة (المصور) المصرية التى تصدر غدا الجمعة «اننا لانحارب عدوا محددا او معروفا ولا نحارب جماعة معينة او بلدا او جيشا وانما نواجه فكرا مريضا مشوشا ارهابيا سريا يتجاوز الحدود الاقليمية» .
واوضح ان فكر الارهاب مريض ومشوش وليس لديه ادنى فرصة فى النجاح لانه يستهدف الابرياء ويروع الآمنين ويسعى الى شيوع الفوضى فى المجتمع وضرب مصالحه واقتصاده دون اعتبار للمصالح الوطنية العليا.
وقال «ان علينا ان نعي ان حل مشكلة الارهاب لن يكون على عاتق الحكومات وحسب دون مشاركة الشعوب» مؤكدا ان «اقتلاع هذه الآفة من جذورها يحتاج الى تضافر الجهود الشعبية والرسمية كافة لطرد هذا الفكر الاجرامي الارهابي من كويتنا الحبيبة» .
وذكر الشيخ ناصر ان «قوى الارهاب والتطرف حاولت في الاسابيع الاخيرة ايجاد موطئ قدم لها فى ديرة الخير والسلام ونال رصاصها الطائش من أمن وأمان مواطنيها ونعيمها للحظات سوداء من الزمن دفع ثمنها ابرياء من الشعب وسقط فيها شهداء من عناصر الامن الساهرة على حماية الوطن» مشددا «على ان المعركة مهما كانت شرسة فاننا لن نتهاون فى أمن الوطن مطلقا» .
واضاف الشيخ ناصر ان «دولة الكويت دولة مسلمة وشعبها مسلم ومعروف باعتداله ونبذ التطرف وقياداته لها باع طويل فى العمل الاسلامي والعمل على اعلاء دين الله» مؤكدا ان «رصيدنا كبير فى مواجهة قوى الغلو والتطرف والتكفير ولن تجد هذه العصابات المجرمة منفذا تنفذ منه لضرب وحدة الصف او شق المسلمين او تجد تعاطفا معهم» .
وشدد على ان «الاعتدال والسماحة فى فهم الاسلام وممارسة شعائره فى الكويت هو حصن الدولة المنيع فى مواجهة عصابات الارهاب التى تترصد الناس فى عقائدهم لتصفيتهم مطالبا بضرورة عدم تحقير عقائد الاخرين لانها ليست من الاسلام ولا من شيم المسلمين» .
واكد الشيخ ناصر فى الوقت نفسه «اهمية ابعاد المساجد والمنابر عن الصراعات السياسية والحزبية وان يقتصر دورها على الجانب الدينى والاجتماعى وعدم التعرض لكل مايمس وحدتنا الوطنية» .
وقال الشيخ ناصر المحمد ان «من اهم اهداف الحكومة فى الوقت الراهن العمل على محاصرة تيار التطرف والارهاب وعزله وابعاد الشباب عن تبنى الافكار المتطرفة التى يروج لها بن لادن وتنظيم القاعده واتباعهم» .
وحول الاحداث الاخيرة التى وقعت فى الكويت والمواجهات التى دارت رحاها بين عناصر التطرف والشرطة قال الشيخ ناصر ان «هذه الاحداث ايقظت الشعور الوطنى واكدت للمواطن اهمية المحافظة على مكتسباته خاصة وانه يفهم امور دينه جيدا بل ان غالبية التيار الاسلامى بالكويت يقفون ضد هذا الفكر المتطرف» .
واوضح الشيخ ناصر ان «هؤلاء المتطرفين المتشددين يجمعهم هدف واحد هو الوصول الى السلطة بشتى السبل لاقامة شرع الله على طريقتهم ووفقا لاساليبهم القائمة على التشدد وكراهية الاخرين ومحاربة الاجانب وتكفيرهم» مشيرا الى انهم وجدوا فى بعض الشباب المتحمس الذى لا خلفية دينية كافية لديه فرصة لغسيل ادمغتهم وبث الافكار الخاطئة فى نفسهم.
ونوه بأن «المتطرفين قاموا باستغلال مشاعر معينة تولدت لدى البعض تجاه التواجد الاجنبى فى العراق والخليج ونفذوا الى بعض الشباب فى السعودية بالاستعانة ببعض المتعاطفين من المشايخ المغالين فى التطرف والانتماء للفكر الجهادى ووجهوهم لضرب الاستقرار فى هذا البلد الامن» .
وقال الشيخ ناصر «عندما فشل زعماء الارهاب فى المواجهة مع الولايات المتحدة وادركوا انهم لن ينتصروا عليها فانهم فكروا فى نقل المعركة الى البلدان الخليجية ذات العلاقة المتميزة معها مثل السعودية التى وقعت فيها عدة احداث ارهابية واجهتها المملكة بكل حزم وصرامة» .
واوضح انه «عندما قرر المتطرفون افتح ساحة المواجهة مع الكويت تصوروا ان هذا البلد الامن سيكون لقمة سائغة لهم وللاسف ساعدهم على هذا الدعوات المناهضة للتواجد الامريكى والتفسير المنحرف للاسلام وفتاوى التحريض التى يفتى بها بعض المشايخ الموغلين فى التشدد الدينى» .
واضاف انه «من هنا انطلق بعض الشباب ينفذون مخططا لزعمائهم الرامى لاختراق امن الكويت واستقرارها» معربا عن اسفه ان «بعض المناصرين لهم من انصار الفكر الجهادى المتشدد يستغلون الديمقراطية ومناخ الاستقرار فى الكويت لعقد ندوات ومحاضرات شعارها مواجهة الارهاب فى حين انها مجرد مواجهة كاذبة ومحاولة لدرء الشبهات عنهم» .
وقال الشيخ ناصر المحمد «ادركنا هذه المخططات ووضعنا كافة الخطط الكفيلة باستئصال هذه الافكار والعناصر المنحرفة وعلى كافة الاصعدة وسنواجه هذه الفئة فى كل مكان فى المدرسة والجامعة والعمل» مؤكدا ان «الكويت لن تكون لقمة سائغة لاحد واى شخص او مسؤول ايا كان موقعه يتعاطف معهم او يغض الطرف عن سلوكهم فان الدولة سوف تتعامل معه بكل حسم وبلا تهاون» .
واضاف «لدينا استراتيجية جديدة لمكافحة الارهاب الفكرى والاصولى والعمل على تجفيف ينابيع الارهاب فكرا وتمويلا ولدينا خطط عملية مدروسة لتنشئة الشباب فى سن مبكرة لتحصينهم من فخ السقوط فى براثن الجماعات المشبوهة والمتطرفة وبالتالى الحفاظ على شباب الوطن ورجال المستقبل بعيدا عن الغلو والتطرف» .
وقال الشيخ ناصر المحمد «نحن نراقب كل الامور المتعلقة بالارهاب سواء كان فكرا تعليميا او ثقافيا او اعلاميا ولن نكتفى بالمكافحة الامنية فقط» مؤكدا ان «هناك تنسيقا امنيا مكثفا وتبادل معلومات بين دول مجلس التعاون الخليجى ولاسيما الشقيقة السعودية فى محاربة الارهاب والتطرف الاصولى» .
واشاد الشيخ ناصر بالنجاحات الامنية الرائدة لاجهزة الامن فى دولة الكويت فى تعاملها الحازم للتصدى بكفاءة واقتدار لمن يسئ لامن واستقرار الوطن ورخاء ورفاهية المواطن مؤكدا ان «المحاولات اليائسة للارهابيين لن يكتب لها بعون الله بلوغ اهدافها المشينة ومقاصدها الدنيئة» .
وحول التعليم وتطوير المناهج الدراسية قال الشيخ ناصر ان «نظامنا التعليمى ومناهجنا يشوبها الجمود منذ فترة ولعل هذا هو مادفع الحكومة الى ضرورة اعداد آلية جديدة لتطوير المناهج وتاهيل المدرسين واصلاح العملية التعليمية ونبذ التعليم التلقينى واعتماد اسلوب التعليم القائم على الابداع والابتكار» .
واوضح انه لا تطوير للمناهج من دون اعداد المعلم الكفء المستنير والمتفاعل ايجابيا مع طلابه مؤكدا ان «عملية الاصلاح والتطوير ضرورة ملحة نابعة من ذاتنا وايماننا بحتمية التطوير لمواكبة العصر» .
وشدد الشيخ ناصر على ان «هذا الاصلاح لم يفرض علينا من الخارج كما يشاع فالقرار قرارنا ولم تمل علينا اى قرارات او تمارس أية ضغوط من الخارج او الداخل» مؤكدا ان التغيير ينطلق من القيادة السياسية ومن الرغبة الصادقة فى مواكبة متطلبات العصر دون الاخلال بالتربية الاسلامية مع الرفض الكلى والتام لافكار الغلو والتطرف.
كما اكد ضرورة مكافحة ومحاربة الارهاب ايا كانت المصادر والدوافع بما فى ذلك الجهات التى تقف وراءه كاشفا النقاب عن سياسة جديدة للحكومة فى التعامل مع اصحاب الافكار المتطرفة والمتشددة فى مجال التربية والتعليم.
وشدد الشيخ ناصر على ان الحكومة ستمنع اصحاب التوجهات المتطرفة من الاشراف على اعداد المناهج حتى تستطيع توصيل رسالة الاعتدال واضحة وتكون ذات توجه سليم معتدل يساهم فى التنشئة السليمة للاجيال الجديدة بحيث لا تكون هناك فجوة بين المفهوم الدراسى التعليمى والواقع المعيشى وبحيث تكون المدرسة والبيت والمجتمع مكملين لبعضهم بعضا».
كما شدد على انه» ستكون هناك متابعة دقيقة لكل من يخرج عن الاطار العام للمناهج الدراسية ونشر افكار ليست من المنهج«داعيا الله سبحانه وتعالى ان يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه فى ظل سمو امير البلاد المفدى وسمو ولى عهده وسمو رئيس مجلس الوزراء.

تسجيل الدخول


صيغة الجوال غير صحيحة

أو يمكنك تسجيل الدخول باسم المستخدم و كلمة المرور