الملف الصحفي


عفوًا هذه الوثيقة غير متاحة

الراي العام - السبت 5/3/2005

الحمد: وضع مناهج جديدة تنمي الطالب على مواجهة المواقف

كتب نواف نايف:
 كشف وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور رشيد الحمد عن توجه وزارة التربية للتوسع في فتح الأندية المسائية بثوب جديد هذا الاسبوع، اضافة الى ما هو موجود فيها، انطلاقا من ايمان الحكومة بالدور الحيوي الذي يلعبه التعليم في التنمية الوطنية والبشرية، وتنفيذا لقرار مجلس الوزراء لتمكين الشباب من استثمار أوقات فراغهم، وتوجيه الطاقات الطلابية في اتجاهات نافعة لتنمية روح المسؤولية الجماعية، وترسيخ انتمائهم للوطن، وتفعيلا للخطط التوعوية التي رسمتها الدولة بعد الأحداث الارهابية الأخيرة لكافة المؤسسات الحكومية باعتبار وزارة التربية جزءا لا يتجزأ من مؤسسات الدولة، بالتعاون مع وزارة الاعلام، والهيئة العامة للشباب والرياضة، واللجنة الأولمبية والنادي العلمي.
وقال الحمد في تصريحات صحافية: «يعتبر دور الأندية المسائية من أهم الوسائل التربوية التي تسهم في تربية الأبناء في جميع مراحل التعليم، تربية متوازنة متكاملة فكريا وجسميا وعقليا، لتنشئة الأجيال الصاعدة ليكونوا الأساس في تحقيق تقدم ونهضة المجتمع، ولضمان وجودهم في وسط اجواء تربوية هادفة، بعيدا عن الانحراف والتطرف»، مشيرا الى «ان مراكز الأندية المسائية ستفتح مقارها في كل من ثانوية عبدالرزاق البصير في منطقة حولي التعليمية، وثانوية سعيد بن عامر في منطقة الأحمدي التعليمية، وثانوية عبدالله المبارك في منطقة مبارك الكبير التعليمية، وثانوية انس بن مالك في منطقة الفروانية التعليمية، وثانوية جابر المبارك في منطقة العاصمة التعليمية، وثانوية الواحة في منطقة الجهراء التعليمية».
وأضاف وزير التربية: «ان الأندية المسائية تهدف الى تعزيز التعاون مع الغير، اذ يعبر فيها الطلاب عن ميولهم وحاجاتهم، كما يتعلمون مهارات يصعب تعلمها داخل الفصل، مثل تحمل المسؤولية، وضبط النفس، واحترام العمل واتقان بعض مهاراته، وتسهم ايضا في غرس القيم والسلوكيات الاسلامية وفق تعاليم ديننا الحنيف».
وأوضح الحمد ان العالم تنبه أخيرا لأهمية استغلال وقت الفراغ واستثماره، خاصة انه أصبح مشكلة تهدد المجتمعات، مما جعل تلك المجتمعات ترى ان السيطرة على وقت الفراغ شرط أساسي لتحقيق السلام والأمن الاجتماعيين، لذلك كان لزاما علينا ان يتواكب تطوير هذا النشاط مع تلك الرؤية المستقبلية الأمنية للدولة، باعتبار ان النشاط المدرسي (رياضي بجميع أنواعه، ثقافي، اجتماعي، تربوي، قاعات للمذاكرة، معلوماتية، ابداعية، فنية وعلمية) إحدى الدعائم الأساسية للوزارة في بناء المواطن لصالح وطنه، وتحقيق الأهداف العليا للدولة.
وردا على سؤال عن التغيرات النفسية التي لاحظها الجميع على عدد من الشباب، وانجرافهم نحو الأفكار الهدامة التي تدعو الى التطرف والارهاب ودور الوزارة، قال الحمد: «لا شك ان التغير السريع في جميع أنماط المجتمع اتسم ببعض المشكلات والقضايا الاجتماعية، ومن أهم هذه المشكلات وقت الفراغ، ووسائل استثماره، فيما يعود بالمجتمع والأفراد بالخير والنمو السليم، لذلك كان هدفنا التوسع في تفعيل دور الأندية المسائية بحلة جديدة، لا سيما ان نتائج الدراسات النفسية تشير الى انه كلما قلت القيم الصحيحة المتصلة بالوقت، ونقصت الاهتمامات، وضعفت المهارات اللازمة لاستغلال أوقات الفراغ، زادت فرص اليأس والملل والاغتراب والأنانية والعنف والجريمة والادمان وخاصة عند الشباب، وهذه حقيقة تتطلب المراقبة والاهتمام دائما، كون هذه المرحلة العمرية لها أثر كبير على حياة المرء بأكملها، ففي هذه الفترة تتبلور شخصية الفرد في السلوك والاتجاه، وهي في الغالب فترة قلق، فإذا اعتني فيها بتوجيه الشباب من كافة الجوانب فنكون قد حققنا خيرا كثيرا لأبنائنا الطلبة للوقاية من الانحراف والأمراض النفسية، حيث ان جميعها مرتبطة بوقت الفراغ، مما يجعل من الضروري ان نراجع أفكارنا عن أوقات الفراغ وكيفية استغلالها واستثمارها لصالح الشباب».
وعن دور الوزارة وخططها لتطوير المناهج لا سيما ان الكثيرين قد ربطوا ما بين الأحداث الارهابية الأخيرة والمناهج، أكد الوزير الحمد «ان دور وزارة التربية منذ زمن بعيد هو تبني مناهج تدعو الى التسامح وقبول الطرف الآخر، واحترام الأديان الأخرى، وفي ظل الظروف الراهنة لدى الوزارة توجه ان تكون هناك مناهج جديدة تنمو نحو تعليم الطالب على مواجهة المواقف، والحوار مع الآخرين وتنمية مبادئ حقوق الانسان».
وأكد حرص الوزارة أيضا على ان يكون هناك هامش كبير من الحرية للمعلمين في عملية توصيل أهداف المنهج، وان المنهج لا يقتصر على الكتب فقط، وانما هي عملية متكاملة.
ونفى الحمد ان يكون للمناهج أي دور في ظهور ظاهرة التطرف التي شهدها المجتمع أخيرا، ورغم ذلك فقد قامت الوزارة بعمل مسح شامل للمناهج بعد أحداث 11 سبتمبر للاطمئنان على ان المناهج لا تتضمن ما يدعو الى الغلو والتطرف، وقد ثبت ذلك لدى الوزارة.
وقال ان ما يتحدث عنه الناس من وجود مظاهر للغلو والتطرف في مناهج التربية الاسلامية واللغة العربية والاجتماعيات في واقع الأمر ما هو الا تفسير وشرح للآيات والأحاديث التي وردت عن الصحابة، وهي اجتهاد من معدي ومؤلفي الكتب، مؤكدا على ضرورة احترام كل الآراء التي تكتب وتنشر في وسائل الاعلام أو الندوات واللقاءات، والاستفادة منها عند اعادة النظر في المناهج وتعديلها، وعلينا ان نأخذ بالاعتبار ان عملية تطوير المناهج عملية مستمرة ودائمة وفقا للمستجدات التي تطرأ على الساحة والتغيرات في المجتمع، مع التأكيد على الثوابت في الأهداف العامة التي تدعو الى ترسيخ مفهوم الانتماء والولاء للوطن، وتعميق القيم الاجتماعية السليمة، وقبول الطرف الآخر، ونشر مبادئ الديموقراطية ونبذ التطرف

تسجيل الدخول


صيغة الجوال غير صحيحة

أو يمكنك تسجيل الدخول باسم المستخدم و كلمة المرور