الملف الصحفي


عفوًا هذه الوثيقة غير متاحة

جريدة الوطن - السبت29-09-2007

مخاطر الفقر والإرهاب وتدهور البيئة وانتهاكات حقوق الإنسان تهدد الأمن والسلم الدوليين
محمد الصباح : الكويت أنجزت أهداف الألفية الثالثة في التعليم والصحة وتعزيز دور المرأة

الأمم المتحدة- كونا:
اكدت الكويت التزامها كل التعهدات والقرارات الدولية وانها قطعت شوطا كبيرا في مجال ترجمة قرارات القمة العالمية على ارض الواقع.
جاء ذلك في كلمة الكويت أمام الدورة الثانية والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي القاها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح أمس الاول معلنا أن الكويت انجزت أهداف الالفية الثالثة التنموية لاسيما في مجالات التعليم والصحة وتعزيز دور المرأة في المجتمع فيما اشار كذلك الى أن الكويت وضعت كذلك السياسات الكفيلة بالنهوض بالمجتمع وتحقيق المزيد من التقدم والتنمية.
وكان الشيخ د.محمد الصباح قد بدأ كلمته بتهنئة السكرتير العام للأمم المتحدة على توليه هذا المنصب ومستذكرا بكل التقدير جهود الشيخة هيا بنت راشد ال خليفة على ادارتها الموفقة لأعمال الدورة الماضية.
كما أعرب عن التقدير للدور البارز الذي يقوم به معالي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في قيادته الحكيمة لهذه المنظمة.
وقال الصباح في كلمته على الرغم من مرور عامين من انعقاد القمة العالمية وسبعة أعوام من القمة الألفية الا ان التحديات والمخاطر التي تواجه السلم والأمن الدوليين مثل الارهاب والفقر والجوع وتفشي الأمراض الخطيرة والمعدية كالايدز والملاريا وتدهور البيئة وانتهاكات حقوق الإنسان مازالت تمثل خطرا قائما وماثلا أمامنا.فانجازات العام الماضي التي أبرزها انشاء لجنة بناء السلام ومجلس حقوق الإنسان وصندوق الطوارىء الإنسانية وصندوق دعم الديموقراطيات اضافة الى الاصلاحات الادارية والمالية التي تم ادخالها على عمل الأمانة العامة تعتبر انجازات ضرورية ولكنها غير كافية لمكافحة الارهاب والتخلص من انتشار اسلحة الدمار الشامل وتغير المناخ وتحقيق التنمية المستديمة في الدول النامية والدول الأقل نموا.
واشار الى ان اعادة احياء النعرات العنصرية والفتن الدينية والحض على الكراهية والزنوفوبيا تمثل تهديدا جديا للسلم والأمن الدوليين الامر الذي يتطلب مواجهة جادة وصارمة من منظمتنا العتيدة، مؤكدا أنه قد حان الوقت الان لتغيير نمط وأسلوب تعاملنا مع هذه التحديات والمخاطر الكونية والانتقال من مرحلة ما يجب فعله الى مرحلة الفعل والوفاء الصادق بالالتزامات التي قطعناها على أنفسنا في عدد من المؤتمرات الدولية والاتفاقيات والمعاهدات التي وقعنا ووافقتا عليها.
وبين هنا أن دولة الكويت قطعت شوطا طويلا في ترجمة التعهدات وقرارات القمة العالمية لعام 2005 على أرض الواقع وأنجزت أهداف الألفية التنموية وخصوصا في مجالات التعليم والصحة وتعزيز دور المرأة في المجتمع ووضعت السياسات الكفيلة بالنهوض بالمجتمع وتحقيق مزيد من التقدم والتنمية الاجتماعية والاقتصادية وتحسين مستوى حياة الفرد.كما ساهمت في الجهود الرامية الى تعزيز قيم التسامح والوسطية ونبذ التعصب.
وانطلاقا من ايمان دولة الكويت المطلق بالقيم الإنسانية المتمثلة في نصرة المظلوم ومساعدة المحتاج قال الشيخ محمد لقد بادرت بلدي منذ حصولها على الاستقلال الى تبني برنامج مساعدات سخي للدول النامية فقد أنشأت في عام 1961 الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي قام بتمويل المئات من مشاريع البنية التحتية في أكثر من 100 دولة وصلت قيمتها الى أكثر من 12 مليار دولار.
واضاف كما تلتزم دولة الكويت تقديم مساهمات طوعية سنوية الى كثير من المنظمات والوكالات الدولية المتخصصة اضافة الى الهيئات والصناديق الاقليمية التي تعمل على دعم جهود الدول النامية لتحقيق أهدافها التنموية.وقد خصصت دولة الكويت مؤخرا مبلغا قدره 300 مليون دولار الى البنك الاسلامي للتنمية للقضاء على الفقر في أفريقيا علاوة على تقديمها لكثير من المعونات الإنسانية والغوثية للدول التي تعرضت لكوارث طبيعية، وقال الشيخ محمد انه من المؤسف ان نرى حالة الفقر والجوع والمرض مستمرة في الدول النامية بل من المؤلم ان نرى اكثر من نصف سكان الأرض يعيشون على أقل من دولارين في اليوم الأمر الذي يتطلب نظرة جادة ومراجعة حقيقية لمعوقات التنمية في العالم النامي.
وهنا فان دولة الكويت تطالب منظمة التجارة الدولية ومؤسسات نظام برتين وودز بتخفيف القيود على صادرات الدول النامية ووضع نظام تجارة دولي أكثر عدالة وانصافا للدول الأقل نموا والأكثر فقرا.
العراق
كما أكد وزير الخارجية أن الكويت تتابع الكويت باهتمام تطورات الأوضاع في العراق واذ نرحب في هذا الشأن بتحسن الأوضاع الأمنية في بعض المناطق والمحافظات العراقية نتيجة التدابير وخطة فرض الأمن التي تقوم بها القوات الدولية بالاشتراك مع قوات الأمن العراقية الا أنه ما زالت هناك حاجة ماسة لمضاعفة الجهود على مختلف الأصعدة وخصوصا المسار السياسي للتصدي للتحديات الأمنية المتمثلة بالعمليات الارهابية التي تستهدف المدنيين ودور العبادة ومؤسسات الدولة ويذهب ضحيتها العشرات من الأبرياء بشكل يومي.
وأعرب عن الامل أن تثمر الجهود والمساعي التي تبذلها الحكومة العراقية لتحقيق المصالحة الوطنية عن نتائج ايجابية من شأنها أن تؤدي الى وفاق وطني شامل يأخذ بعين الاعتبار مشاغل وحقوق جميع مكونات الشعب العراقي.فالمصالحة الوطنية هي الطريق الوحيد لبناء عراق ديموقراطي وحر وآمن ومستقل يعيش في سلام مع نفسه ومع جيرانه ويحترم تعهداته والتزاماته الدولية.
وفي هذا السياق أعلن الشيخ محمد ترحيب الكويت بقرار مجلس الأمن 1770 الذي عزز من مهام وولاية بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق ونتطلع الى دور حيوي وهام للمجتمع الدولي في مساعدة العراق على تنفيذ التزاماته في اطار العقد الدولي في المجالين السياسي والاقتصادي.
أما فيما يتعلق بقضية الجزر الاماراتية الثلاث المحتلة فقال ان الكويت تؤكد على موقفها المنطلق من منظور دول مجلس التعاون الخليجي من هذه القضية وتأمل بأن يتم تكثيف الجهود والاتصالات على مختلف المستويات بين دولة الامارات العربية الشقيقة وجمهورية إيران الإسلامية الصديقة من أجل العمل على ايجاد حل للنزاع وفقا لمبادىء وقواعد القانون الدولي وعلاقات حسن الجوار وبما يساهم في تعزيز أمن واستقرار المنطقة.
ازمة الشرق الأوسط
وعن القضية الفلسطينية قال الشيخ محمد الصباح أنه ومنذ منتصف القرن الماضي وازمة الشرق الأوسط تراوح مكانها فمعاناة الشعب الفلسطيني مستمرة وحقوقه منتهكة وأرضه محتلة وقرارات مجلس الأمن معطلة.
وعلى الرغم من الجهود الدولية والاقليمية الحثيثة التي تبذل لاحياء عملية السلام في الشرق الأوسط الا أن الحكومة الاسرائيلية وبدلا من اتخاذ اجراءات لبناء الثقة تواصل وضع العراقيل والمعوقات التي تزيد من التوتر وأعمال العنف وتمنع خلق الظروف المواتية للمضي في العملية السلمية.فهل استمرار الأنشطة الاستيطانية يعجل في السلام وهل سياسات الاعتقال ومصادرة الأراضي وفرض حظر التجوال واغلاق المناطق والقيود على الحركة يعزز أجواء الثقة والاستقرار الاجابة حتما لا فمن كان يعتقد بأن هذا الصراع يخضع لمبادىء المعادلة الصفرية (غيم سم زيرو) اي ان امن اسرائيل يتحقق بسلب أمن الشعب الفلسطيني فهو خاطىء فالأمن للجميع ولا أمن الا من خلال تنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
وهنا أكد أن دولة الكويت تجدد تأييدها لعقد مؤتمر دولي بمشاركة جميع الأطراف المعنية بعملية السلام ووفقا لمرجعية مؤتمر مدريد المتمثلة بالقرارين 242 و 338 ومبدأ الأرض مقابل السلام اضافة الى خارطة الطريق التي أقرها مجلس الأمن في القرار 1515 والمبادرة العربية للسلام.فالسلام الدائم والعادل والشامل الذي يسعى المجتمع الدولي لتحقيقه لا بد أن يؤدي الى حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه السياسية المشروعة باقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس وانسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967 بما فيها مرتفعات الجولان السورية.
لبنان
أما فيما يتعلق بالشأن اللبناني فقال اننا نهنىء الحكومة اللبنانية على نجاحها في إنهاء وحسم فتنة نهر البارد ونسجل تقديرنا للجيش اللبناني الذي تعامل مع هذه الفتنة بتمكن واقتدار.ونأمل أن يسهم هذا الإنجاز في عودة كافة الأطراف اللبنانية الى طاولة المفاوضات والحوار الوطني لمعالجة الخلافات حول الاستحقاق الرئاسي والعملية السياسية وفقا للدستور.
وفي الوقت الذي تشيد فيه الكويت بالجهود الاقليمية والدولية التي تبذل لتحقيق المصالحة الوطنية بين مختلف الأطراف اللبنانية اكد الشيخ محمد انها تدين الاغتيالات السياسية والتفجيرات الارهابية المتكررة الهادفة لزعزعة الأمن والاستقرار، ونجدد التزام الكويت في الوقوف الى جانب لبنان ودعمه بما يحفظ أمنه ووحدته وسلامة أراضيه واستقلاله السياسي.
وفيما يتعلق بتطورات الملف النووي الإيراني وانطلاقا من الايمان بضرورة احترام المبادىء والشرعية الدولية ومبدأ حل النزاعات بالطرق السلمية قال ان دولة الكويت تدعو المجتمع الدولي الى تضافر الجهود ومواصلة العمل من أجل التوصل الى حل سلمي لهذه الأزمة يجنب منطقة الخليج أية أزمات من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار.واذ نرحب بالاتفاق الأخير بين جمهورية إيران الاسلامية والوكالة الدولية للطاقة الذرية باعتباره خطوة هامة في طريق تبديد المخاوف والشكوك حيال البرنامج النووي الإيراني فإننا نأمل باستمرار الحوار والتعاون وبشفافية الى أن يتم معالجة كافة المسائل والمشاغل الدولية.وبما يساعد على تهيئة الظروف لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى.
واردف اننا نطالب هنا المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل للانضمام الى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية واخضاع كافة منشاتها النووية لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.مع تأكيدنا على حق كافة دول المنطقة في الحصول على التقنية والخبرة اللازمة لاستخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية في اطار ما تسمح به المعاهدات الدولية ذات الصلة.
وفي الختام قال الشيخ محمد اننا نجدد التزامنا بالعمل من خلال الأمم المتحدة على تحقيق تطلعات وطموحات شعوبنا في العيش المشترك في عالم يسوده السلام والعدل والمساواة.

تسجيل الدخول


صيغة الجوال غير صحيحة

أو يمكنك تسجيل الدخول باسم المستخدم و كلمة المرور