الملف الصحفي


عفوًا هذه الوثيقة غير متاحة

القبس - الأربعاء 12 شعبان 1424 هـ ـ8 اكتوبر 2003 ـ السنة 32 ـ العدد 10893

شريكات
أبو هيثم.. وحقوق العمالة

خطوات وزارة الشؤون حول رقابة شركات العمالة الوافدة ورواتبهم في البنوك، ضرورية، وكان من الضروري اتخاذها منذ سنوات، بعد تزايد حالات الشكاوى والاضرابات للعمالة الآسيوية التي لا تحصل على رواتبها الا بشق الانفس، وبعد مرور ثلاثة واربعة اشهر، وربما اكثر، حتى اصبحت بعض الشركات تسيء إلى سمعة الكويت في الخارج في قضايا العمالة وحقوق الانسان.
شركات التنظيف، وغيرها من الشركات التي تستقدم العمالة الوافدة تبرم اتفاقيات مع الحكومة وتقبض حقوقها مقدما وكاملة، ومعنى هذا ان لديها اموالا تستطيع من خلالها صرف رواتب هذه العمالة من دون تأخير، ومع ذلك فإن بعض هذه الشركات تماطل في دفع حقوق العامل رغم ضآلة هذا الراتب، والغريب والمؤلم ان هذه العمالة حين تطالب بحقوقها تلاقي التهديد بالتسفير، وهو تصرف فيه «تعسف» وهضم لحقوق هذه الفئة التي تركت بلادها وعائلاتها من اجل لقمة العيش، بتصطدم بواقع يكاد يكون حالة استثنائية في الكويت، التي تسعى إلى حفظ حق الانسان مهما كانت جنسيته وديانته واتجاهاته.
لا احد يرضى بالظلم لاحد، ومن غير المعقول ان يأكل البعض من الشركات حقوق العمالة لديها، في الوقت الذي فيه اصحابها والعاملون فيها من المسؤولين لديهم كل ما يريدون لتوفير لقمة العيش لاولادهم، بينما هذا الفقير محروم من حقه.. فكيف يرضى صاحب العمل بمثل ذلك الظلم، ولماذا لا يتذكر حساب الخالق له حين يوضع بالقبر، وحين يلاقي ربه يوم الحساب، يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، كيف ستكون حال هؤلاء اذا جاء العامل المسكين يشهد على رب العمل بأنه اكل حقوقه في دنياه، وانه مارس الظلم عليه، كيف سيكون الجواب، وقد رفعت الاقلام وجفت الصحف ولم يعد سوى العمل والحساب.
كل عمل يؤديه العامل لابد ان يأخذ حقه عنه، ورسول الامة عليه افضل الصلاة والسلام يقول «اعطوا الاجير حقه قبل ان يجف عرقه» او كما قال صلى الله عليه وسلم، فأين اولئك الذين يأكلون حقوق الضعفاء من العمالة من هذا الحديث الشريف، واين هؤلاء من محاسبة الضمير والخوف من الخالق الذي يعلم السر واخفى.
وزير الشؤون، الاخ ابو هيثم، انتصر للضعفاء الذين لا صوت لهم، ايمانا منه بحقوق هذه الفئة، وحرصه على ان تكون سمعة الكويت ناصعة في قضايا حقوق العمالة، خاصة بعد ان رأى ما تعانيه هذه الفئة من معاناة كبيرة في ضياع حقوقها لدى بعض الشركات التي لا تفرق بين الحلال والحرام، فشكرا من القلب الى العزيز ابو هيثم على خطوته الجادة - الصحيحة لاصلاح (اعوجاج) بعض الشركات في حقوق العمالة لديها، ونأمل المزيد من الخطوات انتصارا لحق الضعيف الذي لا يأخذ راتبه الا بعد التي واللتيه.. طال عمرك

تسجيل الدخول


صيغة الجوال غير صحيحة

أو يمكنك تسجيل الدخول باسم المستخدم و كلمة المرور